الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون .

[48] أولم يروا استفهام إنكار . قرأ حمزة ، والكسائي ، وخلف : (تروا ) بالخطاب ، وقرأ الباقون : بالغيب خبرا عن الذين يمكرون السيئات ، وهو اختيار الأئمة .

إلى ما خلق الله من شيء من جسم قائم له ظل يتفيأ ظلاله ترجع من جانب إلى جانب . قرأ أبو عمرو ، ويعقوب : (تتفيؤا ) : بالتاء على التأنيث ، والباقون : بالياء على التذكير .

عن اليمين بمعنى الأيمان ، يوضحه أن قابله بجمع فقال :

والشمائل جمع شمال ، فهي في أول النهار على حال ، ثم تنقص ثم تعود في آخر النهار إلى حال أخرى ، فاليمين أول النهار ، والشمائل آخره ، [ ص: 29 ] ويقال للظل بالعشي : فيء ؛ لأنه فاء ؛ أي : رجع من المشرق إلى المغرب ، ولا يقال قبل الزوال إلا ظل فقط .

سجدا لله فميلانها ودورانها سجودها لله تعالى .

وهم داخرون صاغرون أذلاء .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية