الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا [طه : 97] .

[97] قال له موسى فاذهب من بيننا طريدا فإن لك في الحياة طول عمرك . قرأ نافع ، وأبو جعفر ، وابن عامر ، وابن كثير ، [ ص: 322 ] وعاصم ، ويعقوب ، وخلف عن حمزة : (فاذهب فإن ) بإظهار الباء عند الفاء ، والباقون : بالإدغام .

أن تقول لا مساس لا مخالطة مع أحد ، فكان يهيم في البرية مع الوحوش والسباع ، وإذا مس أحدا ، أو مسه أحد ، حما جميعا ، فكان إذا رأى أحدا قال : لا مساس ؛ أي : لا تقربني ، وفر منه ، عاقبه الله بذلك ، وروي أن ذلك موجود في أولاده إلى الآن .

وإن لك يا سامري موعدا أي : لعذابك يوم القيامة .

لن تخلفه قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، ويعقوب : بكسر اللام ؛ من أخلفت الموعد : غبت عنه ؛ أي : لن تتخلف أنت عن الإتيان إلى الموعد ، وهو الحشر ، بل تصل إليه ، وقرأ الباقون : بفتح اللام ؛ أي : لن تخلف الموعد ، بل تبعث إليه .

وانظر إلى إلهك بزعمك .

الذي ظلت عليه عاكفا أي : دمت عليه مقيما .

لنحرقنه قراءة الجمهور : بضم النون وفتح الحاء وكسر الراء مشددة ؛ من الإحراق بالنار ، وقرأ أبو جعفر : بضم النون وإسكان الحاء وكسر الراء خفيفة ، ومعناه كالأول ، وروي عنه وجه ثان : بفتح النون وإسكان الحاء وضم الراء خفيفة ، وهي قراءة علي بن أبي طالب رضي الله [ ص: 323 ] عنه ؛ أي : لنبردنه ، ومنه قيل للمبرد : المحرق .

ثم لننسفنه لنذرينه في اليم نسفا لا يصادف منه شيء .

روي أن موسى أخذ العجل فذبحه ، فسال منه دم ؛ لأنه كان قد صار لحما ودما ، ثم أحرقه بالنار ، ثم ذراه في البحر ، وروي أنه ذبحه ، ثم حرقه بالمبرد ، ثم ذراه في البحر ، وتقدم ذكر القصة في سورة البقرة [الآية : 52] .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية