الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا .

[61] فلما بلغا أي : موسى وفتاه .

مجمع بينهما أي : بين البحرين ، وهو الموضع الذي وعد موسى أن يجتمع فيه بالخضر ، وفيه الصخرة ، وفيه عين الحياة التي لا يصيب ماؤها ميتا إلا حيي .

نسيا حوتهما الذي تزودا به ، فأصابه شيء من برد ماء العين ، فعاش فاتخذ الحوت سبيله طريقه . قرأ أبو عمرو : (فاتخذ سبيله ) بإدغام الذال في السين في الحرفين .

في البحر سربا مسلكا يسرب فيه من قوله : وسارب بالنهار الرعد : 10] ، وإنما كان الحوت مع يوشع ، فنسي موسى أن يطلبه ويتعرف حاله ، ونسي يوشع أن يذكر له ما رأى من حياته ووقوعه في البحر .

وملخص القصة : ما روي عن أبي بن كعب : أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : "إن موسى قام خطيبا في بني إسرائيل ، فسئل : أي الناس أعلم ؟ قال : أنا ، فعتب الله عليه ؛ إذ لم يرد العلم إليه ، فأوحى الله إليه أن لي عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك ، قال موسى : يا رب فكيف لي به ؟ قال : [ ص: 194 ]

تأخذ معك حوتا ، فتجعله في مكتل ، فحيثما فقدت الحوت ، فهو ثم ، فأخذ حوتا ، فجعله في مكتل ، ثم انطلق ، فانطلق معه فتاه يوشع بن نون عليه السلام ، حتى إذا أتيا الصخرة التي عند مجمع البحرين ، وضعا رؤوسهما فناما ، واضطرب الحوت في المكتل حين أصابه برد الماء ، فخرج منه ، فسقط في البحر ، فعلم يوشع بأمره ، وأمسك الله جرية الماء عن الحوت ، فصار عليه مثل الطاق ، فصار للحوت سربا ، فلما استيقظ موسى ، نسي صاحبه أن يخبره بالحوت ، فانطلقا بقية يومهما وليلتهما"
.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية