الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 408 ] من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ [الحج : 15] .

[15] ولما ظن الكفار أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - لن ينصر ، نزل : من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة المعنى : أن الله ينصر نبيه ، فمن ظن خلافه .

فليمدد بسبب إلى السماء فليشدد حبلا في سقف بيته ثم ليقطع ليختنق به فيموت . قرأ ابن عامر ، وأبو عمرو ، وورش عن نافع ، ورويس عن يعقوب : (ليقطع ) بكسر اللام ؛ لأنها لام أمر أصلها الكسر ، كما لو ابتدأ بها ، ولا اعتداد بحرف العطف ، والباقون : بإسكانها تخفيفا ، واعتدادا بحرف العطف مبتدأ به .

فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ تلخيصه : هل يذهب فعله غيظه ؟! وهذا مبالغة في الزجر ؛ كما يقال للعدو : إن لم ترض ، فاختنق ، ومت غيظا ، وإلا ، فلا نظر بعد الموت .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية