الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
سيقولون لله قل فأنى تسحرون .

[89] سيقولون لله قل فأنى تسحرون فكيف تخدعون عن طاعته ؟ المعنى : كيف يخيل لكم الحق باطلا ؟ اختلف القراء في (سيقولون لله ) في الحرفين الأخيرين ، فقرأ أبو عمرو ، ويعقوب : بإثبات ألف الوصل قبل اللام فيهما ، ورفع الهاء من الجلالتين جوابا على اللفظ ؛ لأنك تقول : من رب هذا ؟ فالجواب : فلان ؛ لأنه جواب (من ) لفظا ، وكذلك رسما في المصاحف البصرية ، وقرأ الباقون : (لله ) بغير ألف فيهما ، وخفض الهاء ، [ ص: 489 ] وكذلك رسما في مصاحف الحجاز والشام والعراق ، فجعلوا الجواب على المعنى ؛ يقول القائل للرجل : من مولاك ؟ فيقول : لفلان ؛ أي : أنا لفلان ، وهو مولاي ، واتفقوا على الحرف الأول أنه (لله ) ؛ لأن قبله : قل لمن الأرض ومن فيها ، فجاء الجواب على لفظ السؤال ، وقرأ حمزة ، والكسائي ، وخلف ، وحفص عن عاصم : (تذكرون ) بتخفيف الذال ، والباقون : بالتشديد ، وقرأ رويس عن يعقوب : (بيده ) باختلاس كسرة الهاء ، والباقون : بالإشباع .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية