ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين    . 
[14] ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة  وتقدم تفسيرها في سورة الحج ، والنطفة تقع في اللغة على قليل الماء وعلى كثيره ، وهي ها هنا مني ابن آدم . 
فخلقنا المضغة عظاما  و (خلقنا ) في الثلاثة المواضع بمعنى : صيرنا . 
فكسونا  أي : ألبسنا العظام لحما  قرأ  ابن عامر  ،  وأبو بكر  عن  عاصم   : (عظما ) (فكسونا العظم ) بفتح العين وإسكان الظاء من غير ألف  [ ص: 461 ] على التوحيد فيهما ، وقرأهما الباقون : بكسر العين وفتح الظاء وألف بعدها على الجمع . 
ثم أنشأناه خلقا آخر  بنفخ الروح فيه ، وقيل : هو تغير أحواله من ولادة إلى رضاع إلى قعود إلى قيام إلى مشي إلى أكل وشرب إلى تقلب في البلاد . 
فتبارك الله  أي : تعالى وتقدس ، وتبدل منه . 
أحسن الخالقين  المقدرين ، والخلق في اللغة : التقدير . 
روي أن ابن أبي السرح  كان يكتبها لدى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : تبارك الله أحسن الخالقين ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : "اكتبها ، فهكذا أنزلت" ، فارتد وقال : إن كان محمد  يوحى إليه ، فأنا يوحى إلي ، ثم أسلم يوم الفتح  . 
قال الكواشي   : وليس لأحد بهذه الحكاية طعن في القرآن ، ولا في إعجازه ؛ لأن الكلمة والكلمتين قد تتفق لمن لم يتقدم له قدم في قرآن ولا كلام ولا شعر ، ولا يحصل بالكلمة والكلمتين إعجاز ، وأقل ما يحصل الإعجاز بالسورة الواحدة ، قال  ابن جريج   : إنما جمع الخالقين ؛ لأن عيسى  كان يخلق . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					