الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

461 - الأسود بن يزيد بن قيس بن عبد الله ، أبو عمرو:

وهو ابن أخي علقمة بن قيس ، وهو أكبر من علقمة .

روى عن أبي بكر ، وعمر ، وعلي ، وابن مسعود ، ومعاذ ، وسلمان ، وأبي موسى وعائشة . ولم يرو عن عثمان شيئا . وكان يصوم الدهر ، فذهبت إحدى عينيه ، وكان لسانه يسود من شدة الحر ، فيقال له: لا تعذب هذا الجسد ، فيقول: إنما أريد له الراحة .

أخبرنا ابن ناصر ، قال: أخبرنا عبد القادر بن محمد ، قال: أخبرنا إبراهيم بن عمرو البرمكي ، قال: أخبرنا علي بن عبد العزيز بن مردك ، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، قال: حدثنا أبو حميد الحمصي ، قال: حدثنا يحيى بن سعيد ، قال: حدثنا يزيد بن عطاء ، عن علقمة بن مرثد ، قال: كان الأسود بن يزيد يجتهد في العبادة ، يصوم حتى يخضر ويصفر ، فلما احتضر بكى ، فقيل له: ما هذا الجزع؟ فقال: ما لي لا أجزع ، ومن أحق بذلك مني ، والله لو أتيت بالمغفرة من الله عز وجل لأهمني الحياء منه مما قد صنعت . إن الرجل ليكون بينه [ ص: 168 ] وبين الرجل الذنب الصغير ، فيعفو عنه فلا يزال مستحييا منه . قال: ولقد حج الأسود ثمانين حجة .

توفي الأسود بالكوفة في هذه السنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية