الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

456 - رافع بن خديج بن رافع بن عدي بن زيد ، أبو عبد الله:

شهد أحدا والمشاهد بعدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورمي بسهم في ثندوته يوم أحد ، [ ص: 144 ] فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: أنزع السهم ، فقال: "إن شئت نزعت السهم والقطبة جميعا ، وإن شئت نزعت السهم وتركت القطبة ، وشهدت لك يوم القيامة أنك شهيد" قال: انزع السهم واترك القطبة واشهد لي . ففعل ، فانتقض عليه في أول هذه السنة ، فمات منه بالمدينة وهو ابن ست وثمانين سنة .

457 - سعد بن مالك بن سنان بن عبيد الله بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر ، وهو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج ، أبو سعيد الخدري:

كان من أفاضل الأنصار ، استصغر يوم أحد ، فرد ثم خرج فيمن يتلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رجع من أحد ، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال: "سعد بن مالك" قال: قلت: نعم بأبي وأمي ، ودنوت منه فقبلت ركبته ، فقال: "آجرك الله في أبيك" وكان قتل يومئذ شهيدا .

ثم شهد أبو سعيد الخدري الخندق وما بعدها ، وورد المدائن مع علي بن أبي طالب لما حارب الخوارج بالنهروان . وروى عنه من الصحابة: جابر بن عبد الله ، و[عبد الله] بن عباس .

أخبرنا أبو منصور القزاز ، قال: أخبرنا أبو بكر [أحمد بن علي] قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب ، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن معاذ ، قال: حدثنا أبو داود السبخي ، قال: حدثنا الهيثم بن عدي ، قال: حدثنا حنظلة بن أبي سفيان ، عن أشياخه ، قال: [ ص: 145 ] لم يكن أحد من أحداث أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم من أبي سعيد الخدري .

قال أبو موسى محمد بن المثنى: مات أبو سعيد سنة أربع وسبعين .

458 - سلمة بن الأكوع ، واسم الأكوع سنان بن عبد الله بن قشير:

غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات ، وشهد الحديبية ، وبايعه تحت الشجرة ، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة فغزا معه سبع غزوات ، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر فغزا معه ، فقتل سبعة [أهل] أبيات .

أنبأنا محمد بن عبد الباقي ، قال: أخبرنا الجوهري ، قال: أخبرنا ابن حيويه ، قال: أخبرنا ابن معروف ، قال: حدثنا الحسين بن الفهم ، قال: حدثنا محمد بن سعد ، قال: أخبرنا الضحاك بن مخلد ، عن يزيد بن أبي عبيد ، عن سلمة بن الأكوع ، قال: خرجت أريد الغابة فلقيت غلاما لعبد الرحمن بن عوف فسمعته يقول: أخذت لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: قلت: فمن أخذها؟ قال: غطفان . قال: فانطلقت فناديت: يا صباحاه يا صباحاه حتى أسمعت من بين لابتيها ، ثم مضيت فاستنقذتها منهم .

قال: وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فقلت: يا رسول الله ، إن القوم عطاش ، أعجلناهم أن يستقوا لشفتهم ، فقال: "يا ابن الأكوع ، ملكت فأسجح ، إنهم الآن في غطفان يقرون" . قال: وأردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم [خلفه] .


[ ص: 146 ]

قال ابن سعد: وأخبرنا حماد بن مسعدة ، عن يزيد بن أبي عبيدة ، عن سلمة بن الأكوع أنه استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في البدو فأذن له .

قال: وأخبرنا محمد بن عمر ، قال: حدثني عبد العزيز بن عقبة ، عن إياس بن سلمة ، قال: توفي أبو سلمة بالمدينة سنة أربع وسبعين ، وهو ابن ثمانين سنة .

459 - عمرو بن ميمون الأودي:

روى عن عمر ، وعلي ، وابن مسعود ، ومعاذ ، وأبي أيوب ، وأبي مسعود ، وعبد الله بن عمر ، وأبي هريرة ، وابن عباس .

وكان من الصالحين إذا أري ذكر الله عز وجل ، وحج ستين حجة .

460 - محمد بن حاطب بن الحارث ، أبو القاسم الجمحي:

وهو أول من سمي في الإسلام بمحمد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وولد في السفينة حين ذهبوا إلى النجاشي ، ومسح رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسه وتفل في فيه ودعا له بالبركة .

روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتوفي بمكة في هذه السنة . [ ص: 147 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية