الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

484 - أوس بن خالد ، أبو الجوزاء الربعي:

صحب ابن عباس اثنتي عشرة سنة ، وسأله عن جميع آيات القرآن . وروى عن عائشة ، وخرج مع ابن الأشعث فقتل أيام الجماجم .

أخبرنا ابن ناصر ، قال: أخبرنا عبد القادر بن محمد ، قال: أخبرنا الحسن بن علي التميمي ، قال: أخبرنا أبو بكر بن مالك ، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري ، قال: حدثنا نوح بن قيس ، قال: حدثنا سليمان الربعي ، قال:

كان أبو الجوزاء يواصل في الصوم بين سبعة أيام ، ثم يقبض على ذراع الشاب فيكاد يحطمها .

485 - أسماء بن خارجة ، أبو مالك الفزاري الكوفي :

روى عنه ابنه مالك .

روى الأصمعي ، عن ابن عمرو بن العلاء ، قال: دخل أسماء بن خارجة على عبد الملك بن مروان ، فقال له: بلغني عنك خصال شريفة فأخبرني بهن ، فقال: يا أمير المؤمنين ، إن استماعهن من غيري أحسن من استماعهن مني . فقال: أقسم عليك إلا أخبرتني بهن ، قال: يا أمير المؤمنين ، ما سألني أحد قط حاجة إلا قضيتها كائنة ما كانت ، ولا أكل رجل من طعامي ولا شرب من شرابي إلا رأيت له الفضل علي ، ولا أقبل علي بحديثه إلا أقبلت عليه بسمعي وبصري حتى يكون هو المولي عني ، [ولا مددت [ ص: 236 ] رجلي أمام جليسي فيرى أن ذلك استطالة مني عليه] . قال: حسبك يا أسماء يحق لك أن تسود وتشرف وهذه خصالك .

وبلغنا أن أسماء بن خارجة رجع يوما إلى باب داره فرأى فتى على الباب ، فقال: يا فتى ، ما يجلسك هاهنا؟ فقال: خير . فألح عليه ، فقال: جئت سائلا إلى هذه الدار فخرجت إلي منها جارية [ترفد] فاختطفت قلبي ، فجلست لكي تخرج ثانية فأنظر إليها . قال: أو تعرفها؟ قال: نعم . فدعا بالجواري ، فجعل يعرضهن عليه حتى مرت به ، قال: هي هذه . قال: مكانك . فخرج إليه بعد قليل فجعل يعتذر إليه ويقول: إنها لم تكن لي ، كانت لبعض بناتي وقد اشتريتها لك بثلاثة آلاف درهم ، خذها بارك الله لك فيها .

486 - خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان:

كان من رجالات قريش والمعدودين من كبرائهم سخاء وفصاحة وعقلا . وكان قد شغل نفسه بعمل الكيمياء ، فضاع زمانه . وكان مروان بن الحكم قد تزوج أمه أم خالد لأجل أن الناس كانوا ينظرون إلى خالد لمكان أبيه ، وكان مروان يطمعه في بعض الأمر ثم بدا له فعقد لابنيه عبد الملك وعبد العزيز ، وأخذ يضع من خالد حتى شتمه يوما وذكر أمه بالقبح - على ما ذكرنا في أخبار مروان بن الحكم - فكان ذلك سبب قتل مروان .

أخبرنا المبارك بن علي الصيرفي ، قال: أخبرنا علي بن محمد العلاف ، قال: حدثنا عبد الملك بن بشران ، قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم الكندي ، قال: حدثنا محمد بن جعفر الخرائطي ، قال: حدثنا المبرد ، قال: حدثنا هشام ، عن أبي عبيدة معمر بن المثنى ، قال: [ ص: 237 ]

حج عبد الملك بن مروان وحج معه خالد بن يزيد بن معاوية ، وكان من رجالات قريش المعدودين وعلمائهم . وكان عظيم القدر عند عبد الملك . فبينا هو يطوف بالبيت إذ بصر برملة بنت الزبير بن العوام فعشقها عشقا شديدا ، ووقعت بقلبه وقوعا متمكنا . فلما أراد عبد الملك القفول هم خالد بالتخلف عنه ، فوقع بقلب عبد الملك تهمه ، فبعث إليه يسأله عن أمره ، فقال: يا أمير المؤمنين ، رملة بنت الزبير رأيتها تطوف بالبيت قد أذهبت عقلي ، والله ما أبديت لك ما بي حتى عيل صبري ، فلقد عرضت النوم على عيني فلم تقبله ، والسلو على قلبي فامتنع منه ، فأطال عبد الملك التعجب من ذلك وقال: ما كنت أقول إن الهوى يستأسر مثلك ، فقال: وإني لأشد تعجبا من تعجبك مني ، ولقد كنت أقول إن الهوى لا يتمكن إلا من صنفين من الناس: الشعراء ، والأعراب . فأما الشعراء فإنهم ألزموا قلوبهم الفكر في النساء والغزل ، فمال طمعهم إلى النساء ، فضعفت قلوبهم عن دفع الهوى فاستسلموا له منقادين . وأما الأعراب ، فإن أحدهم يخلو بامرأته فلا يكون الغالب عليه غير حبه لها ، ولا يشغله شيء عنه ، فضعفوا عن دفع الهوى ، فتمكن منهم . وجملة أمري ما رأيت نظرة حالت بيني وبين الحرم ، وحسنت عندي ركوب الإثم مثل نظرتي هذه . فتبسم عبد الملك وقال: أو كل هذا قد بلغ بك ، فقال: والله ما عرفتني هذه البلية قبل وقتي هذا ، فوجه عبد الملك إلى آل الزبير يخطب رملة على خالد ، فذكروا لها ذلك فقالت: لا والله ، أو يطلق نساءه ، فطلق امرأتين كانتا عنده ، إحداهما من قريش والأخرى من الأزد ، وظعن بها إلى الشام . وفيها يقول:


أليس يزيد الشوق في كل ليلة وفي كل يوم من حبيبتنا قربا     خليلي ما من ساعة تذكرانها
من الدهر إلا فرجت عني الكربا     أحب بني العوام طرا لحبها
ومن أجلها أحببت أخوالها كلبا     تجول خلاخيل النساء ولا أرى
لرملة خلخالا يجول ولا قلبا

قال مؤلف الكتاب رحمه الله: وقد زاد بعض أعدائه في هذه الأبيات:


فإن تسلمي نسلم وإن تتنصري     يخط رجال بين أعينهم صلبا

[ ص: 238 ] فلما سمع البيت قال من قاله: لعنة الله [عليه] وعلى من يجيبه . أخبرنا الحسين بن محمد بن عبد الوهاب ، قال: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة ، قال: أخبرنا المخلص ، قال: أخبرنا أحمد بن سليمان [بن داود] ، قال: حدثنا الزبير بن بكار ، قال:

دخلت رملة بنت الزبير على عبد الملك بن مروان ، وكانت عند خالد بن يزيد بن معاوية ، فقال لها: يا رملة ، غرني عروة منك ، فقالت: لم يغررك ولكن نصحك ، إنك قتلت مصعبا أخي ، فلم يأمني عليك . وكان عبد الملك أراد أن يتزوجها ، فقال له عروة: لا أرى ذلك لك . وكان الحجاج قد بعث إلى خالد: ما كنت أراك تخطب إلى آل الزبير حتى تشاورني ، فكيف خطبت إلى قوم ليسوا بأكفائك ، وهم الذين نازعوا أباك على الخلافة ورموه بكل قبيحة . فقال لرسوله: ارجع فقل له: ما كنت أرى أن الأمور بلغت بك إلى أن أؤامرك في خطبة النساء ، وأما قولك: نازعوا أباك وشهدوا عليه بالقبيح ، فإنها قريش تتقارع ، فإذا أقر الله الحق مقره تعاطفوا وتراحموا . وأما قولك:

ليسوا لك بأكفاء . فقبحك الله يا حجاج ما أقل علمك بأنساب قريش ، أيكون العوام كفؤا لعبد المطلب بن هاشم حتى يتزوج صفية ويتزوج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خديجة ، ولا تراهم أكفاء لأبي سفيان .

ولما قدم الحجاج على عبد الملك مر بخالد فقال له رجل: من هذا؟ فقال خالد كالمستهزئ به: هذا عمرو بن العاص فرجع الحجاج إليه فقال: ما أنا بعمرو بن العاص ولكني ابن الغطاريف من ثقيف ، والعقائل من قريش ، ولقد ضربت بسيفي هذا أكثر من مائة ألف كلهم يشهد أن أباك وأنت وجدك من أهل النار ، ثم لم آخذ لذلك عندك شكرا . [ ص: 239 ]

487 - سفيان بن وهب الخولاني ، أبو أيمن:

وفد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وشهد مع عمرو فتح مصر ، وولي الإمرة لعبد العزيز بن مروان على بعث الطليعة إلى إفريقية سنة ثمان وسبعين .

روى عنه أبو غسانة ، وأبو البختري ، والبرني ، وبكر بن سوادة . وتوفي في هذه السنة .

488 - طلق بن حبيب العنزي:

روى عن ابن عباس ، وجابر ، وكان متعبدا .

أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك ، قال: أخبرنا أبو الحسن بن عبد الجبار ، قال: أخبرنا محمد بن علي بن الفتح ، قال: أخبرنا ابن أخي ميمي ، قال: حدثنا ابن صفوان ، قال: حدثنا أبو بكر القرشي ، قال: حدثني محمد بن الحسين ، قال: حدثني عبد الصمد النعماني ، قال: حدثنا يوسف بن عطية ، عن الحجاج بن يزيد ، قال:

كان طلق بن حبيب يقول: إني لأحب أن أقوم لله حتى أشتكي ظهري ، فيقوم فيبتدئ بالقرآن حتى يبلغ الحجر ثم يركع .

489 - عمر بن عبيد الله بن معمر ، أبو حفص التميمي ، أمير البصرة:

كان جوادا صديقا لزياد الأعجم قبل أن يلي ، فقال له عمر: يا أبا أمية ، لو قد [ ص: 240 ] وليت لتركتك لا تحتاج إلى أحد أبدا . فلما ولي عمر فارس قصده زياد ، فلما لقيه أنشأ يقول:


ألا أبلغ أبا حفص رسالة ناصح     أتت من زياد مستبينا كلامها
فإنك مثل الشمس لا ستر دونها     فكيف أبا حفص علي ظلامها

فقال له عمر: لا يكون عليك ظلامها أبدا ، فقال:


لقد كنت أدعو الله في السر أن أرى     أمور معد في يديك نظامها

فقال: قد رأيت ذلك ، فقال:


فلما أتاني ما أردت تباشرت     بناتي وقلن العام لا شك عامها

قال: فهو عامها إن شاء الله تعالى قال:


فأنى وأرض أنت فيها ابن معمر     كمكة لم يطرق لأرض حمامها

قال: فهي كذلك يا زياد ، فقال:


إذا اخترت أرضا للمقام رضيتها     لنفسي ولم يثقل علي مقامها
وكنت أمني النفس منك ابن معمر     أماني أرجو أن تتم تمامها

قال: قد أتمها الله لك ، قال:


فلا أك كالمجرى إلى رأس غاية     ترجى سماء لم تصبه غمامها

فقال: لست كذلك ، فسل حاجتك ، فقال نجيبة وخادمها ، وفرس راتع وسائسه ، وبدرة وحاملها ، وجارية وخادمها ، وتخت ثياب ووصيفة تحمله ، فقال: قد أمرنا بجميع ما سألت ، وهو لك علينا في كل سنة . فخرج من عند عمر حتى قدم على عبد الله بن الخشرج وهو بسابور ، فأنزله وألطفه ، فقال في ذلك:


إن السماحة والمروءة والندا     في قبة ضربت على ابن الخشرج
[ ص: 241 ] لما أتيتك راجيا لنوالكم     ألفيت باب نوالكم لم يرتج

فأمر له بأربعة آلاف درهم .

أخبرتنا شهدة بنت أحمد الكاتبة ، قالت: أخبرنا جعفر بن أحمد ، قال: أخبرنا علي بن أبي علي المعدل ، قال: حدثني أبي ، قال: روى أبو روق الهمداني ، عن الرياشي:

أن بعض أهل البصرة اشترى صبية فأحسن تأديبها وتعليمها ، وأحبها كل المحبة ، وأنفق عليها حتى أملق ، وحتى مسه الضر الشديد ، فقالت الجارية: إني لأرى لك يا مولاي مما أرى بك من سوء الحال ، فلو بعتني اتسعت بثمني فلعل الله أن يصنع لك وأقع أنا بحيث يحسن حالي فيكون ذلك أصلح لكل واحد منا . قال: فحملها إلى السوق ، فعرضت على عمر بن عبد الله بن معمر التيمي ، وهو أمير البصرة يومئذ ، فأعجبته فاشتراها بمائة ألف درهم ، فلما قبض مولاها الثمن وأراد الانصراف استعبر كل واحد منهما إلى صاحبه شاكيا ، فأنشأت الجارية تقول:


هنيئا لك المال الذي قد حويته     ولم يبق في كفي غير تذكري
أقول لنفسي وهي في غشي كربة     أقلي فقد بان الحبيب أو أكثري
إذا لم يكن للأمر عندك حيلة     ولم تجدي شيئا سوى الصبر فاصبري

فاشتد بكاء المولى ثم أجابها يقول:


فلولا قعود الدهر بي عنك لم يكن     يفرقنا شيء سوى الموت فاعذري
أروح بهم في الفؤاد مبرح     أناجي به قلبا شديد التفكر
[ ص: 242 ] عليك سلام لا زيارة بيننا     ولا وصل إلا أن يشاء ابن معمر

فقال له ابن معمر: قد شئت ، خذها ولك المال ، فانصرفا راشدين ، فو الله لا كنت سببا لفرقة محبين .

وروى ابن عائشة ، عن أبيه ، قال: لما خرج ابن الأشعث أرسل عبد الملك إلى عمر بن عبد الله بن معمر ليقدم عليه ، فمات في الطريق بالطاعون . فقام عبد الملك على قبره وقال: أما والله لقد علمت قريش أنها فقدت اليوم نابا من أنيابها .

ورثاه الفرزدق الشاعر فقال:


كانت يداه لنا سيفا نصول به     على العدو وغيثا ينبت الشجرا
أما قريش أبا حفص قد رزيت     بالشأم إذا فارقتك الناس والظفرا

490 - المهلب بن أبي صفرة - وكان اسم أبي صفرة ظالما - ويكنى المهلب أبا سعيد:

وقد أدرك عمر لكنه لم يرو عنه ، وروى عن سمرة وغيره ، وولي خراسان ، وكان جوادا .

أخبرنا ابن ناصر ، قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار ، قال: أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر ، قال: أخبرنا أبو عمرو بن حيويه ، قال: حدثنا ابن دريد ، قال: أخبرنا المعلى ، عن حاتم ، قال: أخبرني حفص بن عمر ، قال:

نزل المهلب في دار محمد بن مخنف ، فلما شخص قال: دعوا لهم المتاع ، فترك لهم بسطا وغيرها بثلاثمائة ألف درهم .

أخبرنا المبارك بن علي الصيرفي ، قال: حدثنا شجاع بن فارس ، قال: أخبرنا محمد بن علي بن الفتح ، قال: أخبرنا ابن أخي ميمي ، قال: حدثنا ابن صفوان ، قال: أخبرنا أبو بكر القرشي ، قال: حدثني هارون بن أبي يحيى السلمي ، قال: حدثني مسامر بن جميل: [ ص: 243 ]

أن المهلب مر بقوم فأعظموه وسودوه ، فقال رجل: ألهذا الأعور تسودون ، والله لو خرج إلى السوق ما جاء إلا بألفي درهم . فقال لبعض من معه: أتعرف الرجل؟ قال: نعم ، فلما انتهى إلى منزله أرسل إليه ألفي درهم ، وقال: أما إنك لو زدتنا في القيمة لزدناك في العطية .

قال القرشي: وحدثني محمد بن أبي رجاء ، قال: أغلظ رجل للمهلب بن أبي صفرة ، فسكت ، فقيل له: أربا عليك ، قال: لم أعرف مساوئه فكرهت أن أبهته بما ليس فيه .

قال علماء السير: انصرف المهلب من وراء النهر يريد مرو ، فمرض ، فجمع من حضر من ولده ، ودعا بسهام فحزمت ، فقال: أترونكم كاسريها مجتمعة؟ قالوا: لا ، قال: أفترونكم كاسريها متفرقة؟ قالوا: نعم ، قال: فهكذا الجماعة ، فأوصيكم بتقوى الله -عز وجل- وصلة الرحم ، وأنهاكم عن القطيعة ، واعرفوا لمن يغشاكم حقه ، وكفى بغدو الرجل ورواحه إليكم تذكرة له ، وآثروا الجود على البخل ، وعليكم في الحرب بالأناة والمكيدة فإنها أنفع من الشجاعة ، وعليكم بقراءة القرآن وتعلم السنن وآداب الصالحين ، وإياكم وكثرة الكلام .

ومات في ذي الحجة من هذه السنة بمروالروذ ، واستخلف على خراسان ولده يزيد فأقره الحجاج .

ومن العجائب: أنه كان للمهلب ثلاثة أولاد: يزيد ، وزياد ، ومدرك ، ولدوا في سنة واحدة ، وقتلوا في سنة واحدة ، وأسنانهم واحدة ، عاش كل واحد منهم ثمانية وأربعين سنة .

491 - المغيرة بن المهلب:

كان خليفة أبيه على عمله كله ، فتوفي في رجب من هذه السنة . [ ص: 244 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية