الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

430 - جميل بن معمر -وقيل: ابن عبد الله- بن معمر بن الحارث بن ظبيان:

رأى بثينة وهو صبي صغير فهويها ، وهما من بني عذرة ، وتكنى بثينة أم عبد الملك ، فلما كبر خطبها ، فرد عنها ، فقال فيها الشعر ، وكان يزورها وتزوره ، ومنزلهما وادي القرى ، فجمع أهلها له جمعا ليأخذوه ، فأخبرته بثينة [فاختفى] وهجا قومها فاستعدوا عليه مروان بن الحكم [وهو] يومئذ على المدينة من قبل معاوية ، فنذر ليقطعن لسانه ، فلحق بخذام فأقام هناك إلى أن عزل مروان .

أخبرتنا شهدة بنت أحمد الكاتبة ، قالت: أخبرنا جعفر بن أحمد بن السراج ، قال: كنت مارا بين تيماء ووادي القرى مبادرا من مكة ، فرأيت صخرة عظيمة ملساء فيها تربيع بقدر ما يجلس عليها النفر كالدكة ، فقال بعض من كان معنا من العرب ، وأظنه جهنيا: هذا مجلس جميل وبثينة فاعرفه .

ومن أشعاره المستحسنة فيها قوله:


حلت بثينة من قلبي بمنزلة بين الجوانح لم ينزل به أحد     صادت فؤادي بعينيها ومبتسم
كأنه حين تبديه لنا برد     وعاذلين لحوني في محبتها
يا ليتهم وجدوا مثل الذي أجد

[ ص: 43 ]

لما أطالوا عتابي فيك قلت لهم     لا تفرطوا بعض هذا اللوم واقتصدوا
قد مات قبلي أخو نهد وصاحبه     من قيس ثم اشتفى من عروة الكمد
وكلهم كان في عشق منيته     وقد وجدت بها فوق الذي وجدوا
إني لأحسبه أو كدت أعلمه     أن سوف يوردني الحوض الذي وردوا
إن لم ينلني بمعروف يجود به     أو يدفع الله عني الواحد الصمد

وقال أيضا:


لحى الله من لا ينفع الود عنده     ومن حبله إن مد غير متين
ومن هو إن تحدث له العين نظرة     يقطع لها أسباب كل قرين
ومن هو ذو لونين ليس بدائم     على خلق خوان كل يمين
فليت رجالا فيك قد نذروا دمي     وهموا بقتلي يا بثين لقوني
إذا ما رأوني طالعا من ثنية     يقولون من هذا وقد عرفوني
يقولون لي أهلا وسهلا ومرحبا     ولو ظفروا بي ساعة قتلوني
وكيف ولا توفي دماؤهم دمي     ولا مالهم مالي إذا فقدوني

وقال أيضا:


فيا ويح نفسي حسب نفسي الذي بها     ويا ويح أهلي ما أصيب به أهلي
فلو تركت عقلي معي ما طلبتها     ولكن طلابيها لما فات من عقلي
خليلي فيما عشتما هل رأيتما     قتيلا بكى من حب قاتله قبلي

أخبرنا المبارك بن علي الصيرفي ، قال: أخبرنا محمد بن علي العلاف ، قال: حدثنا عبد الملك بن بشران ، قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم الكندي ، قال: حدثنا محمد بن جعفر الخرائطي ، قال: حدثنا الحسن بن علي ، قال: حدثنا المثنى بن سعد الجعفي ، قال: [ ص: 44 ] بلغني أن كثير عزة لقي جميلا ، فقال له: متى عهدك ببثينة؟ قال: ما لي بها عهد منذ عام أول وهي تغسل ثوبا بوادي الدوم ، فقال كثير: أتحب أن أعيدها لك الليلة؟ قال: نعم ، فأقبل راجعا إلى بثينة ، فقال له أبوها: يا فلان ما ردك؟ أما كنت عندنا قبيل؟ قال: بلى ، ولكن حضرت أبيات قلتها في عزة ، قال: وما هي؟ فقال:


فقلت لها يا عز أرسل صاحبي     على باب داري والرسول موكل
أما تذكرين العهد يوم لقيتكم     بأسفل وادي الدوم والثوب يغسل

فقالت بثينة: اخسأ ، فقال أبوها: ما هاجك ، قالت: كلب لا يزال يأتينا من وراء هذا الجبل بالليل وأنصاف النهار .

قال: فرجع إليه فقال: قد وعدتك وراء هذا الجبل بالليل وأنصاف النهار ، فالقها إذا شئت .

وحكى أبو محمد بن قتيبة عن بعض الناس أنه قال: خرجت من تيماء فرأيت عجوزا على أتان ، فقلت: ممن أنت؟ فقالت: من عذرة ، قلت: هل تروين عن بثينة وجميل شيئا؟ فقالت: والله إني لعلى ماء من الجناب وقد اعتزلنا الطريق وقد خرج رجالنا في سفر وخلفوا عندنا غلمانا أحداثا ، وقد انحدر الغلمان عشية إلى صرم قريب منا يتحدثون إلى جوار منهم ، وقد بقيت أنا وبثينة نستبرم غزلا لنا إذ انحدر علينا منحدر من هضبة حذاءنا ، فسلم ونحن مستوحشون ، فرددت السلام ، ونظرت فإذا رجل واقف شبهته بجميل ، ودنا فأتيته فقلت: جميل ، قال: أي والله ، قلت: عرضتنا ونفسك للشر ، فما جاء بك؟ قال: هذه الغول التي من ورائك ، وأشار إلى بثينة ، فإذا هو لا يتماسك ، فقمت إلى قعب فيه أقط مطحون وتمر ، وإلى عكة فيها سمن فعصرته على الأقط وأدنيته منه ، فقلت: أصب من هذا ، ففعل ، وقمت إلى سقاء فيه لبن ، فصببت له في قدح ، وشننت عليه من الماء فشرب وتراجع ، فقلت: لقد جهدت فما أمرك؟ قال: أردت [ ص: 45 ] مصر فجئت لأودعكم وأحدث بكم عهدا ، وأنا والله في هذه الهضبة التي ترين منذ ثلاث أنتظر أن أجد فرصة حتى رأيت منحدر فتيانكم العشية ، فجئت لأجدد بكم العهد ، فحدثنا ساعة ثم ودعناه وانطلق . فما لبثنا إلا يسيرا حتى أتانا نعيه من مصر .

أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي بإسناد له عن أبي بكر بن الأنباري ، قال: حدثنا محمد بن المرزبان ، قال: حدثنا أبو بكر العامري ، قال: حدثنا علي بن محمد وهو المدائني ، قال: حدثني أبو عبد الرحمن العجلاني ، عن عباس بن سهل بن سعد الساعدي ، قال: كنت بالشام فقال لي قائل: هل لك في جميل فإنه لم به ، فدخلت عليه وهو يجود بنفسه وما يخيل لي أن الموت يكتريه ، فقال لي: يا ابن سعد ، ما تقول في رجل لم يسفك دما حراما قط ، ولم يشرب خمرا قط ، ولم يزن قط ، يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله منذ خمسين سنة ، قلت: من هذا؟ ما أحسبه إلا ناجيا ، قال الله تعالى: إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما [4: 31] فلعلك تعني نفسك ، قال: نعم ، قلت: كيف وأنت تشبب ببثينة منذ عشرين سنة ، قال: هذا آخر وقت من أوقات الدنيا ، وأول وقت من أوقات الآخرة ، فلا نالتني شفاعة محمد إن كنت وضعت يدي عليها لريبة قط ، وإن كان أكثر ما نلت منها ، إلا أني كنت آخذ يدها فأضعها على قلبي فأستريح إليها . ثم أغمي عليه ، وأفاق ، فأنشأ يقول:


صرخ النعي وما كنى بجميل     وثوى بمصر ثواء غير قفول
ولقد أجر الذيل في وادي القرى     نشوان بين مزارع ونخيل
قومي بثينة فاندبي بعويل     وابكي خليلك قبل كل خليل

ثم أغمي عليه فمات .

[ ص: 46 ]

أخبرنا ابن الحصين بإسناد له عن محمد بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، قال: لما حضرت الوفاة جميلا بمصر قال: من يعلم بثينة؟ فقال رجل: أنا ، فلما مات صار إلى حي بثينة فقال:


بكر النعي وما كنى بجميل     وثوى بمصر ثواء غير قفول
[بكر النعي بفارس ذي همة     بطل إذا حمل اللواء نزيل]

فخرجت بثينة مكشوفة الرأس ، فقالت:


وإن سلوي عن جميل لساعة     من الدهر ما حانت ولا حان حينها
سواء علينا يا جميل بن معمر     إذا مت بأساء الحياة ولينها

431 - سليمان بن صرد بن الجون بن أبي الجون الخزاعي ، يكنى أبا المطرف:

وكانت له صحبة وسن عالية وشرف في قومه ، وحضر صفين مع علي عليه السلام .

أخبرنا القزاز ، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب ، قال: أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، قال: حدثني أبي ، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم ، قال: حدثنا محمد بن جرير ، عن رجاله ، قال: سليمان بن صرد أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان اسمه يسارا ، فلما أسلم سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سليمان ، ونزل الكوفة حين نزلها المسلمون ، وشهد مع علي رضي الله عنه صفين ، وكان فيمن كتب إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما قدوم الكوفة ، فلما قدمها ترك القتال معه ، فلما قتل الحسين ندم هو والمسيب بن نجية الفزاري وجميع من خذله فلم يقاتل معه ، ثم قالوا: ما لنا توبة مما فعلنا إلا أن نقتل أنفسنا في الطلب بدمه ، فعسكروا بالنخيلة ، وولوا أمرهم سليمان بن صرد ، وخرجوا إلى الشام في الطلب بدم الحسين رضي الله عنه ، فسموا التوابين ، وكانوا أربعة آلاف ، فقتل سليمان بن صرد [ ص: 47 ] في هذه الوقعة ، رماه يزيد بن حصين بن نمير بسهم فقتله ، وحمل رأسه ورأس ابن نجية إلى مروان بن الحكم ، وكان سليمان يوم قتل ابن ثلاث وتسعين سنة .

432 - عبد الله بن عمرو بن العاص:

أسلم قبل أبيه ، وكان متعبدا ، وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟" قال: بلى ، فقال له: "صم وأفطر وصل ونم ، فإن لجسدك عليك حقا ، وإن لربك عليك حقا ، وإن لزوجك عليك حقا" .

أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، قال: أخبرنا الجوهري ، قال: أخبرنا ابن حيويه ، قال: أخبرنا أحمد بن معروف ، قال: حدثنا ابن الفهم ، قال: حدثنا محمد بن سعد ، قال: حدثنا أبو بكر بن محمد بن أبي أويس ، عن سليمان بن بلال ، عن صفوان بن سليم ، عن عبد الله بن عمرو ، قال: استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب ما سمعت منه فأذن لي فكتبته . فكان عبد الله يسمي صحيفته [تلك] الصادقة .

وعن هارون بن رئاب ، قال: لما حضرت عبد الله بن عمرو الوفاة ، قال: إنه كان خطب إلي ابنتي رجل من قريش ، وقد كان مني إليه شبيه بالوعد ، فوالله لا ألقى الله بثلث النفاق ، اشهدوا أني قد زوجتها إياه .

توفي عبد الله بالشام في هذه السنة وهو ابن اثنتين وسبعين سنة .

433 - مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس .

قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثماني سنين ، فلم يزل مع أبيه بالمدينة حتى مات في [ ص: 48 ] خلافة عثمان بن عفان ، ولم يزل مع ابن عمه عثمان ، وكان كاتبا له فأعطاه أموالا كثيرة يتأول صلة قرابته ، فنقم الناس ذلك على عثمان ، وكانوا يرون أن كثيرا مما ينسب إلى عثمان لم يأمر به ، وإنما هو رأي مروان ، فلما حصر عثمان قاتل قتالا شديدا ، فلما سار طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة يطلبون بدم عثمان سار معهم فقاتل قتالا شديدا ، فلما نظر إلى طلحة ، قال: والله إن كان دم عثمان إلا عند هذا ، فرماه بسهم فقتله ، وتوارى إلى أن أخذ له الأمان من علي ، فأتاه فبايعه ثم انصرف إلى المدينة ، فلم يزل بها حتى ولي معاوية فولاه المدينة سنة اثنتين وأربعين ، فلما وثب أهل المدينة أيام الحرة أخرجوا بني أمية من المدينة وأخرجوه ، فجعل يحرض مسلم بن عقبة عليهم ، ورجع معه حتى ظفر بأهل المدينة ، فانتهبها ثلاثا ، وقدم على يزيد ، فشكر له ذلك ، فلما مات يزيد ولي ابنه معاوية أياما ثم مات ، ودعي لابن الزبير فخرج مروان يريد ابن الزبير [ليبايعه] ، فلقيه عبد الله بن زياد فرده ، وقال: ادع إلى نفسك وأنا أكفيك قريشا ، فبايع لنفسه بالجابية في نصف ذي القعدة سنة أربع وستين ، وبعث عماله .

أخبرنا محمد بن ناصر ، قال: أخبرنا أبو القاسم بن البرني ، عن أبي عبد الله بن بطة ، قال: سمعت محمد بن علي بن شقيق ، يقول: حدثنا أبو صالح النحوي سلمويه ، قال: أخبرني عبد الله يعني ابن المبارك قال: أخبرني يونس ، عن الزهري قال: اجتمع مروان وابن الزبير عند عائشة ، فذكر مروان بيت لبيد:


وما المرء إلا كالشهاب وضوئه     يجوز رمادا بعد إذ هو ساطع

فقال ابن الزبير: لو شئت لقلت ما هو أفضل من هذا:


ففوض إلى الله الأمور إذا اعترت     وبالله لا بالأقربين لدافع

فقال مروان:


وداو ضمير القلب بالبر والتقى     ولا يستوي قلبان قاس وخاشع

[ ص: 49 ]

فقال ابن الزبير:


ولا يستوي عبدان عبد مكلم     عتل لأرحام الأقارب قاطع

فقال مروان:


وعبد تجافى جنبه عن فراشه     يبيت يناجي ربه وهو راكع

فقال ابن الزبير:


وللخير أهل يعرفون بهداهم     إذا حجبتهم في الخطوب الجوامع

فقال مروان:


وللشر أهل يعرفون بشكلهم     تشير إليهم بالفجور الأصابع

فسكت ابن الزبير ، فقالت عائشة: ما لك؟! فما سمعت بمحاورة قط أحسن من هذه ، ولكن لمروان إرث في الشعر ليس لك ، فقال ابن الزبير لمروان: عرضت ، قال: بل أنت أشد تعريضا ، طلبت يدك فأعطيتني رجلك .

وكان قد تزوج أم خالد بن يزيد بن معاوية ، وكان مروان يطمعه في بعض الأمر ، ثم بدا له فعقد لابنيه عبد الملك وعبد العزيز ، فأراد أن يضع من خالد ويزهد الناس فيه ، وكان إذا دخل عليه أجلسه معه على سريره ، فدخل عليه يوما ، فذهب ليجلس مجلسه ، فزبره وقال: تنح يا ابن رطبة الاست ، والله ما وجدت لك عقلا .

فانصرف خالد وقتئذ مغضبا حتى دخل على أمه ، فقال: قد فضحتني وقصرت بي ، ونكست برأسي . قالت: وما ذاك؟ قال: تزوجت هذا الرجل فصنع كذا وكذا ، وأخبرها بما قال له ، فقالت: لا يسمع هذا منك أحد ، ولا يعلم مروان أنك أعلمتني بشيء من ذلك ، وادخل علي كما كنت تدخل ، واطو هذا الأمر فإني سأكفيك وأنتصر لك منه ، فسكت خالد ودخل مروان على أم خالد فقال: ما قال لك خالد ما قلت له اليوم؟ فقالت: ما حدثني بشيء ولا قال لي ، فقال: ألم يشكني إليك ، ويذكر تقصيري به؟

[ ص: 50 ]

فقالت: يا أمير المؤمنين ، أنت أجل في عين خالد وهو أشد لك تعظيما من أن يحكي عنك شيئا أو يجد من شيء تقوله ، وإنما أنت له بمنزلة الوالد . فانكسرمروان وظن أن الأمر على ما حكت ، فسكت حتى إذا كان بعد ذلك ، وحانت القائلة فنام عندها ، فوثبت هي وجواريها فغلقن الأبواب على مروان ، ثم عمدت إلى وسادة فوضعتها على وجهه ، فلم تزل هي وجواريها يغممنه حتى مات .

ثم قامت فشقت جيبها وأمرت جواريها وخدمها فشققن وصحن وقلن: مات أمير المؤمنين فجأة . وذلك لهلال رمضان سنة خمس وستين ، ومروان ابن أربع وستين ، وكانت ولايته على الشام ومصر لم يعد ذلك ثمانية أشهر . وقيل: ستة أشهر .

وقد قال له علي بن أبي طالب: ليحملن راية ضلالة بعدما يشيب صدغاه وله إمرة كلحسة الكلب أنفه . [ ص: 51 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية