الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وفي هذه السنة اشتدت شوكة الخوارج بالبصرة وفيها قتل نافع بن الأزرق ، وذلك أن عبيد الله بن عبد الله بن معمر بعث أخاه عثمان إلى ابن الأزرق في جيش فلقيهم بموضع في الأهواز يقال له: دولاب ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، وقتل نافع بن الأزرق ، ثم أمرت الخوارج غيره ، وجاءهم المدد ، وقوي القتال ، وقتل خلق من المؤمنين ، وقدم المهلب بن أبي صفرة على تلك الحال معه عهده على خراسان من قبل ابن الزبير ، فسأله المسلمون أن يلي الحرب ، فأبى ، فكتبوا على لسان ابن الزبير إلى المهلب أن يلي قتال الخوارج ، فقال: إني لا أسير إليهم إلا أن تجعلوا لي ما غلبت عليه ، وتعطوني [ ص: 41 ] من بيت المال ما أقوى به ، وأنتخب من فرسان الناس ووجوههم من أحببت ، فقال أهل البصرة : لك ذلك .

وجاءت الخوارج ، فخرج إليهم فدفعهم عن البصرة ، وما زال يدفعهم ويتبعهم ، ثم التقوا فاقتتلوا قتالا شديدا حتى انهزم الناس إلى البصرة ، فنادى المهلب: إلي عباد الله ، ثم هجم على القوم ، فأخذ عسكرهم وما فيه ، وقتل الأزارقة قتلا عنيفا ، وخرج فلهم إلى كرمان وأصبهان ، وأقام المهلب بالأهواز ، وكتب إلى ابن الزبير بما ضمن له ، فأجاز ذلك .

وقيل: إن وقعة الأزارقة كانت سنة ست وستين .

التالي السابق


الخدمات العلمية