الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

500 - بديح ، مولى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب :

[وكان يقال بديح المليح ، فكانت فيه فكاهة ومزاح ، وكان يغني ، وروى الحديث عن عبد الله بن جعفر] .

قال العتبي: دخل عبد الله بن جعفر على عبد الملك بن مروان وهو يتأوه ، فقال: ما لك؟ قال: هاج بي عرق النسا [في ليلتي] هذه فبلغ مني ، قال: فإن بديحا مولاي أرقى الخلق له ، فوجه إليه عبد الملك ، فجاء فقال: كيف رقيتك لعرق النسا؟ قال: أرقي خلق الله ، فمد رجله فتفل عليها ورقاها مرارا ، فقال عبد الملك: الله أكبر وجدت [والله] خفا . يا غلام ، ادع لي فلانة تجيء وتكتب الرقية ، فإنا لا نأمن هيجها بالليل فلا ندعو بديحا . فلما جاءت الجارية قال بديح: يا أمير المؤمنين ، امرأته طالق إن كتبتها [ ص: 258 ] حتى تعجل حبائي ، فأمر له بأربعة آلاف درهم ، فلما صارت بين يديه ، قال: وامرأته طالق إن كتبتها أو يصير المال في منزلي ، فأمر فحمل إلى منزله ، فلما أحرزه قال: امرأته طالق إن كنت قرأت على رجلك إلا أبيات نصيب:


ألا إن ليلى العامرية أصبحت على النأي مني غير ذنبي فتنقم

قال: ويلك ما تقول؟ قال: امرأته طالق إن كان رقى إلا بما قال ، قال: فاكتمها علي ، قال: وكيف وقد سارت بها البرد إلى أخيك بمصر؟ فضحك عبد الملك حتى جعل يفحص برجليه .

توفي بديح في هذه السنة . [ ص: 259 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية