الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وفي هذه السنة وافت عرفات أربعة ألوية:

ابن الحنفية في أصحابه في لواء ، أقام عند جبل المشاة ، وعبد الله بن الزبير في لواء ، فقام مقام الإمام اليوم ، ثم تقدم ابن الحنفية بأصحابه حتى وقفوا حذاء ابن الزبير ، ونجدة الحروري قام خلفهما في لواء بني أمية يسارهما . فكان أول من أفاض [ ص: 71 ] لواء محمد ابن الحنفية ، ثم تبعه نجدة في لواء بني أمية ، ثم لواء ابن الزبير ، وتبعه الناس .

وقد روى سعيد بن جبير عن أبيه ، قال: خفت الفتنة فجئت إلى محمد بن علي فقلت: اتق الله فإنا في بلد حرام ، والناس وفد الله إلى هذا البيت ، فلا تفسد عليهم حجتهم . فقال: والله ما أريد ذلك ، ولا يؤتى أحد من الحاج من قبلي ، ولكني رجل أدفع عن نفسي ، فجئت إلى ابن الزبير فكلمته في ذلك فقال: أنا رجل قد أجمع الناس علي ، فقلت: أرى الكف خيرا لك ، قال: أفعل . فجئت نجدة فكلمته في ذلك ، فقال: أما أن أبتدئ أحدا بقتال فلا ، ولكن من بدأ بقتالي قاتلته . ثم جئت شيعة بني أمية فكلمتهم بنحو ذلك ، فقالوا: نحن عزمنا على أن لا نقاتل أحدا إلا أن يقاتلنا .

التالي السابق


الخدمات العلمية