الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
531 - عروة بن الزبير بن العوام ، أبو عبد الله:

أمه أسماء بنت أبي بكر . روى عن أبيه ، وعن زيد بن ثابت ، وأسامة ، وأبي أيوب ، والنعمان بن بشير ، وأبي هريرة ، ومعاوية ، وابن عمر ، وابن عمرو ، وابن عباس في آخرين ، وكان فقيها فاضلا يسرد الصوم ، مات صائما .

أخبرنا إسماعيل بن أحمد السمرقندي ، قال: أخبرنا محمد بن هبة الله الطبري ، قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل ، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، قال: حدثنا يعقوب بن سفيان ، قال: حدثني سعيد بن أسد ، قال: حدثنا ضمرة ، عن ابن شوذب ، قال:

كان عروة بن الزبير إذا كان أيام الرطب ثلم حائطه ، فيدخل الناس فيأكلون ويحملون ، وكان إذا دخله ردد هذه الآية فيه حتى يخرج منه: ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله . [ ص: 334 ]

وكان عروة يقرأ ربع القرآن كل يوم نظرا في المصحف ، ويقوم به الليل فما تركه إلا ليلة قطعت رجله ، ثم عاود من الليلة المقبلة .

قال يعقوب: وحدثني العباس بن مزيد ، قال: أخبرني أبي قال: قال أبو عمرو يعني الأوزاعي:

خرجت في بطن قدمه بثرة - يعني عروة - فترامى به ذلك إلى أن نشرت ساقه ، فقال لما نشرت: اللهم إنك تعلم أني لم أمش بها إلى سوء قط .

أخبرنا محمد بن عبد الباقي بإسناده عن هشام بن عروة ، قال: خرج أبي إلى الوليد بن عبد الملك ، فوقعت في رجله الآكلة ، فقال له الوليد ، يا أبا عبد الله ، أرى لك قطعها . قال: فقطعت وإنه لصائم ، فما تضور وجهه . قال: ودخل ابن له - أكبر ولده - اصطبله ، فرفسته دابة فقتلته ، فما سمع من أبي في ذلك شيء حتى قدم المدينة ، فقال:

اللهم إنه كان لي أطراف أربعة فأخذت واحدا وأبقيت لي ثلاثة ، فلك الحمد . وكان لي بنون أربعة فأخذت واحدا وبقيت لي ثلاثة فلك الحمد ، وأيم الله لئن أخذت لقد أبقيت ولئن ابتليت لطالما عافيت .

توفي عروة بناحية الفرع في هذه السنة ، ودفن هناك . وقيل: توفي في السنة التي قبلها .

532 - [أبو بكر] بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة:

ولد في خلافة عمر ، وليس له اسم . وروى عن أبي مسعود الأنصاري ، وأبي هريرة ، وعائشة ، وأم سلمة ، وكان يقال له: راهب قريش لكثرة صلاته ، وكان فقيها جوادا ، أودع مالا ، فذهب فغرمه حفظا لعرضه ، وذهب بصره ، فذهب يوما إلى مغتسله فمات فجأة في هذه السنة . [ ص: 335 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية