الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب جمع القرآن.

                                                                            1230 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، أخبرنا محمد بن إسماعيل، أخبرنا محمد بن عبيد الله أبو ثابت، نا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن عبيد بن السباق، عن زيد بن ثابت، قال: " بعث إلي أبو بكر لمقتل أهل اليمامة، وعنده عمر، قال أبو بكر : إن عمر أتاني، فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بقراء القرآن في المواطن كلها، فيذهب قرآن كثير، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن، قلت: كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمر: هو والله خير، فلم يزل عمر يراجعني [ ص: 514 ] في ذلك حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر عمر، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر، قال زيد: قال أبو بكر : وإنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، قد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن، واجمعه، قال زيد: فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان بأثقل علي مما كلفني من جمع القرآن، قلت: كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!، قال أبو بكر : هو والله خير، فلم يزل يحث مراجعتي حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر، وعمر، ورأيت في ذلك الذي رأيا، فتتبعت القرآن أجمعه من العسب، والرقاع، واللخاف، وصدور الرجال، قال: فوجدت آخر سورة التوبة: ( لقد جاءكم رسول ) إلى آخرها مع خزيمة، أو أبي خزيمة، [ ص: 515 ] فألحقتها في سورتها، وكانت الصحف عند أبي بكر حياته حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته حتى توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عمر ".

                                                                            قال محمد بن إسماعيل: ثنا موسى بن إسماعيل، عن إبراهيم بن سعد، ثنا ابن شهاب، بهذا الإسناد مثله، وقال: "مع أبي خزيمة الأنصاري"، وقال محمد بن إسماعيل: أخبرنا أبو اليمان، أنا شعيب، عن الزهري، بهذا الإسناد، وقال: "مع خزيمة الأنصاري".

                                                                            هذا حديث صحيح.

                                                                            قوله: استحر القتل، أي: كثر واشتد، وينسب المكروه إلى الحر، والمحبوب، إلى البرد، ومنه المثل: ول حارها من تولى قارها.

                                                                            والعسب: جمع عسيب وهو سعف النخل.

                                                                            واللخاف، قال أبو عبيد: واحدتها لخفة، وهي حجارة بيض رقاق.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية