الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            934 - أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي، أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، أنا إسماعيل بن محمد الصفار، نا أحمد بن منصور الرمادي، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، [ ص: 49 ] عن عائشة، قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعندي امرأة حسنة الهيئة، فقال: من هذه؟ قلت: هذه فلانة بنت فلان، وهي يا رسول الله لا تنام الليل، فقال: "مه، خذوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا، وأحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته أخرجه محمد، عن محمد بن المثنى، وأخرجه مسلم، عن زهير بن حرب، كلاهما عن يحيى بن سعيد، عن هشام بن عروة.

                                                                            قوله: "لا يمل الله حتى تملوا" معناه: لا يمل الله وإن مللتم، لأن الملال عليه لا يجوز.

                                                                            وقيل: معناه: فإن الله لا يقطع عنكم فضله حتى تملوا سؤاله.

                                                                            وقيل: معناه: لا يترك الله الثواب والجزاء ما لم تملوا من العمل.

                                                                            ومعنى الملال: الترك، لأن من مل شيئا تركه، وأعرض عنه، فكنى بالملال عن الترك لأنه سبب الترك.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية