الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            1193 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان، نا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني، نا حميد بن زنجويه، نا النضر بن شميل، نا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلام، عن أبي أمامة، أنه حدثه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: "اقرؤوا القرآن، فإنه يأتي شافعا لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين البقرة وآل عمران، فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان، أو فرقان من طير صواف تحاجان [ ص: 457 ] عن صاحبهما، اقرؤوا البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة".

                                                                            هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم، عن الحسن الحلواني، عن الربيع بن نافع، عن معاوية بن سلام، عن أخيه زيد بن سلام، عن أبي سلام.

                                                                            قال البخاري: زيد بن سلام بن أبي سلام الأسود أخو معاوية الدمشقي، عن أبي سلام، روى عنه يحيى بن أبي كثير .

                                                                            قوله: "أو غيايتان"، قال أبو عبيد: الغياية: كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه مثل السحابة والغبرة، يقال: غايا القوم فوق رأس فلان بالسيف، كأنهم أظلوه.

                                                                            وقوله: "لا يستطيعها البطلة" أي: السحرة، يقال: أبطل: إذا جاء بالباطل، وقوله سبحانه وتعالى: ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ) ، قال قتادة: الباطل: إبليس لا يزيد في القرآن، ولا ينقص منه، وقال عز وجل: ( وما يبدئ الباطل وما يعيد ) يعني بالباطل: إبليس، لا يبدئ ولا يعيد، بل الله هو المبدئ المعيد. [ ص: 458 ] .

                                                                            قال أبو عيسى في معنى قوله "يأتيان": يعني يجيء ثواب قراءته، هكذا فسر بعض أهل العلم هذا الحديث وما يشبه هذا أنه يجيء فضل الأعمال وقراءة القرآن.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية