الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            1085 - أخبرنا أبو عثمان الضبي، أنا أبو محمد الجراحي، نا أبو العباس المحبوبي، نا أبو عيسى، نا ابن أبي عمر، نا سفيان بن عيينة، عن محمد بن عجلان، عن عياض بن عبد الله بن أبي سرح، أن أبا سعيد الخدري، دخل يوم الجمعة ومروان يخطب، فقام يصلي، فجاء الحرس ليجلسوه، فأبى حتى صلى، فلما انصرف أتيناه، فقلنا: [ ص: 265 ] يرحمك الله إن كادوا ليقعوا بك، فقال: "ما كنت لأتركهما بعد شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر أن رجلا جاء يوم الجمعة في هيئة بذة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة، فأمره، فصلى ركعتين والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب".

                                                                            أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الكسائي، أنا عبد العزيز بن أحمد الخلال، نا الأصم، أنا الربيع ، أنا الشافعي، أنا سفيان بإسناده مثل معناه.

                                                                            قوله: "في هيئة بذة" أي: رث الهيئة، يقال: رجل باذ الهيئة، وفي هيئته بذاذة وبذة.

                                                                            وفي الحديث: "البذاذة من [ ص: 266 ] الإيمان" وهي الرثاثة وترك الزينة.

                                                                            قال رحمه الله: في الحديث دليل على أن الإمام إذا تكلم في أثناء الخطبة لا يعيدها، وذهب بعض الفقهاء إلى أنه يعيد الخطبة.

                                                                            وفيه دليل على أن من دخل والإمام يخطب لا يجلس حتى يصلي ركعتين، وهو قول كثير من أهل العلم، وإليه ذهب الحسن، وبه قال ابن عيينة، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، وقال بعضهم: يجلس ولا يصلي، وهو قول سفيان الثوري، وأصحاب الرأي، وفيه أن التطوع ركعتان ليلا ونهارا [ ص: 267 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية