الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            984 - أخبرنا عمر بن عبد العزيز، أخبرنا القاسم بن جعفر، أنا أبو علي اللؤلؤي، نا أبو داود، نا محمد بن قدامة بن أعين، حدثنا جرير، عن منصور، عن هلال، يعني ابن يساف، عن أبي يحيى، عن عبد الله بن عمرو، قال: حدثت أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "صلاة الرجل قاعدا نصف الصلاة" فأتيته، فوجدته يصلي جالسا، فوضعت يدي على رأسه، فقال: "ما لك يا عبد الله بن عمرو؟"، قلت: حدثت يا رسول الله أنك، قلت: "صلاة الرجل قاعدا نصف الصلاة" وأنت تصلي قاعدا؟ قال: "أجل، ولكني لست كأحد منكم".

                                                                            هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم، عن زهير بن حرب، عن جرير.

                                                                            قال رحمه الله: فإن صلى قاعدا، اختلفوا في كيفية قعوده في محل القيام، فذهب قوم إلى أنه يقعد متربعا، يروى ذلك عن ابن عمر، وأنس، وهو قول مجاهد، والنخعي، وحماد، وفعله عمر بن عبد العزيز، وكرهه ابن مسعود، وابن عباس، وكرهه الحكم، [ ص: 112 ] وذهب قوم إلى أنه يقعد مفترشا، واختلف قول الشافعي فيه.

                                                                            وروي عن عروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب، أنهما كانا يصليان، وهما محتبيان في النافلة.

                                                                            قال رحمه الله: وإن صلى نائما، فذهب قوم إلى أنه يصلي مستلقيا، ورجلاه إلى القبلة، وبه قال أصحاب الرأي، وذهب قوم إلى أنه ينام على جنبه الأيمن مستقبل القبلة، وبه قال الشافعي، وهو ظاهر القرآن والسنة، قال الله سبحانه وتعالى: ( الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ) .

                                                                            وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "فإن لم تستطع فعلى جنب"، وقال عطاء: إن لم يقدر أن يتحول إلى القبلة صلى حيث كان وجهه.

                                                                            قال ابن عمر: إذا لم يستطع المريض السجود، أومأ برأسه إيماء، ولم يرفع إلى جبهته شيئا.

                                                                            وقال الحسن، عن أمه، قالت: رأيت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تسجد على وسادة من أدم من رمد بها [ ص: 113 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية