الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            1153 - أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الكسائي، أنا عبد العزيز بن أحمد الخلال، أنا أبو العباس الأصم.

                                                                            ح، وأخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي، ومحمد بن أحمد العارف، قالا: أنا أبو بكر بن أحمد بن الحسن الحيري، نا أبو العباس الأصم، أنا الربيع ، أخبرنا الشافعي، أنا الثقة، عن الزهري، عن ثابت بن قيس، عن أبي هريرة، قال: أخذت الناس ريح بطريق مكة، [ ص: 392 ] وعمر حاج، فاشتدت، فقال عمر لمن حوله: ما بلغكم في الريح؟ فلم يرجعوا إليه شيئا، فبلغني الذي سأل عمر عنه من أمر الريح، فاستحثثت راحلتي حتى أدركت عمر، وكنت في مؤخر الناس، فقلت: يا أمير المؤمنين، أخبرت أنك سألت عن الريح، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "الريح من روح الله، تأتي بالرحمة وبالعذاب، فلا تسبوها، واسألوا الله من خيرها، وعوذوا به من شرها".

                                                                            وأخبرنا أبو سعيد عبد الله بن أحمد الطاهري، أنا جدي عبد الصمد بن عبد الرحمن البزاز، أخبرنا أحمد بن زكريا العذافري، أنا إسحاق الدبري، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزهري، بهذا الإسناد، مثله.

                                                                            وأخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي، أنا أبو نعيم الإسفراييني، أنا أبو عوانة، حدثنا يوسف بن مسلم، نا حجاج، عن ابن جريج، أخبرني زياد، عن ابن شهاب، بهذا الإسناد، مثله [ ص: 393 ] قوله: "الريح من روح الله" أي: من رحمته، ومنه قوله سبحانه وتعالى: ( ولا تيأسوا من روح الله ) أي: من رحمته، وقيل في قوله عز وجل: ( وأيدهم بروح منه ) أي: برحمة.

                                                                            وروي عن عائشة، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح، قال: "اللهم إني أسألك، خيرها وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به".

                                                                            وروي عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع صوت الرعد والصواعق قال: "اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك".

                                                                            وروي عن ابن عباس، قال: ما هبت ريح قط إلا جثا النبي صلى الله عليه وسلم على ركبتيه، وقال: "اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا"، وقال: "اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا". [ ص: 394 ] .

                                                                            قال ابن عباس، في كتاب الله: ( إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا ) و ( أرسلنا عليهم الريح العقيم ) ، وقال سبحانه وتعالى: ( وأرسلنا الرياح لواقح ) و ( أن يرسل الرياح مبشرات ) .

                                                                            روي عن عبد الله بن عمرو، قال: الرياح ثمان، أربع عذاب، وأربع رحمة، فأما الرحمة: فالناشرات، والذاريات، والمرسلات، والمبشرات، وأما العذاب: فالعاصف، والقاصف، وهما في البحر، والصرصر، والعقيم، وهما في البر [ ص: 395 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية