الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            1144 - أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي، أنا أبو نعيم الإسفراييني، أنا أبو عوانة، نا عبد الرحمن بن بشر، وعبد الرحمن بن [ ص: 378 ] منصور، قالا: نا يحيى بن سعيد، عن سفيان، أخبرني حبيب بن أبي ثابت، عن طاوس، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلى في كسوف، فقرأ، ثم ركع، ثم قرأ، ثم ركع، ثم قرأ، ثم ركع، ثم قرأ، ثم ركع، ثم سجد، وفي الأخرى مثلها".

                                                                            هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم، عن محمد بن مثنى، عن يحيى القطان.

                                                                            وقد روي عن عبيد بن عمير، عن عائشة، أن نبي الله "صلى الله عليه وسلم صلى ست ركعات وأربع سجدات".

                                                                            وروي عن أبي بن كعب، أن النبي صلى الله عليه وسلم "صلى ركعتين، في كل ركعة خمس ركوعات". [ ص: 379 ] .

                                                                            وروي عن عبد الله بن عمرو، وسمرة بن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "صلى ركعتين، في كل ركعة ركوع واحد كسائر الصلوات".

                                                                            وعن عبد الرحمن بن سمرة، قال: كسفت الشمس، فقلت: لأنظرن إلى ما حدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم في كسوف الشمس، فأتيته، وهو قائم في الصلاة رافع يديه، فجعل يسبح، ويهلل، ويكبر، ويحمد، [ ص: 380 ] ويدعو، حتى حسر عنها، فلما حسر عنها، قرأ سورتين، وصلى ركعتين.

                                                                            قال أبو سليمان الخطابي : يشبه أن يكون صلاها مرات، وكانت إذا طالت مدة الخسوف مد في صلاته، وزاد في عدد الركوع، وإذا قصر، نقص، وكل ذلك جائز، يصلي على حسب الحال، ومقدار الحاجة فيه.

                                                                            قال رحمه الله: وذهب أكثر أهل العلم إلى هذا أنه إذا امتد زمان الخسوف، يزيد في عدد الركوع، أو في إطالة القيام والركوع، ويطول السجود كالركوع عند الشافعي، وإسحاق [ ص: 381 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية