الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            1167 - أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي، أنا أبو [ ص: 414 ] نعيم الإسفراييني، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، نا العباس بن الوليد، أخبرني أبي، قال: سمعت الأوزاعي، قال: حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، حدثني أنس بن مالك، قال: أصابت الناس سنة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يخطب الناس في يوم جمعة، إذ قام أعرابي، فقال: يا رسول الله، هلك المال، وجاع العيال، فادع الله لنا، قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه، وما نرى في السماء قزعة، فوالذي نفسي بيده ما وضعهما حتى ثار سحاب كأمثال الجبال، ثم لم ينزل عن المنبر حتى رأيت الماء ينحدر على لحيته، فمطرنا يومنا ذلك، ومن الغد، ومن بعد الغد الذي يليه حتى الجمعة الأخرى، فقام ذلك الرجل، أو قال: رجل غيره، فقال: يا رسول الله، تهدم البناء، وغرق المال، فادع الله لنا، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فقال: "اللهم حوالينا ولا علينا" قال: فما يشير بيديه إلى ناحية من السحاب إلا تمزقت حتى صارت المدينة مثل الجوبة، وسال الوادي [ ص: 415 ] وادي قناة شهرا، ولم يجئ رجل من ناحية البوادي إلا حدث بالجود.

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه محمد، عن إبراهيم بن المنذر، وأخرجه مسلم، عن داود بن رشيد، كلاهما عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي.

                                                                            قوله: أصابت الناس سنة، أي: قحط.

                                                                            قوله: "ينحدر الماء على لحيته" يريد أن السقف قد وكف حتى خلص الماء إليه.

                                                                            والجوبة: الفرجة في السحاب، ويقال: الجوبة ههنا: الترس يريد في الاستدارة، والجوبة أيضا: الوهدة المنقطعة عما علا من الأرض حواليها، والجود: المطر الواسع.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية