الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            967 - أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي ، أخبرنا أبو نعيم الإسفراييني، أنا أبو عوانة، نا الصغاني، وهو محمد بن إسحاق، ، حدثنا سريج بن يونس، نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن عاصم الأحول، عن عبد الله بن شقيق ، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "بادروا الصبح بالوتر". [ ص: 88 ] .

                                                                            هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم، عن هارون بن معروف، عن ابن أبي زائدة، عن عاصم الأحول، عن عبد الله بن شقيق ، عن ابن عمر، وفيه عن أبي سعيد الخدري.

                                                                            قوله: "بادروا" أي: سابقوا، وسميت ليلة البدر، لأن القمر يبدر مغيب الشمس بالطلوع، أي: يسبقها.

                                                                            قال رحمه الله: ذهب بعض أهل العلم إلى أنه لا وتر بعد الصبح، وهو قول عطاء، وبه قال مالك، وأحمد، وإسحاق، وذهب آخرون إلى أنه يقضيه متى كان، وهو قول سفيان الثوري، والأوزاعي، وأظهر قولي الشافعي، وأصحاب الرأي.

                                                                            وروي عن عبد الله بن زيد بن أسلم، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "من نام عن وتره فليصل إذا أصبح".

                                                                            وروي معنى هذا عن عبد الرحمن بن زيد، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد متصلا، والأول أصح.

                                                                            وذكر محمد بن إسماعيل، عن علي بن عبد الله، أنه ضعف عبد الرحمن [ ص: 89 ] بن زيد بن أسلم، وقال: عبد الله بن زيد بن أسلم ثقة.

                                                                            وروي عن ابن عباس، أنه أوتر بعدما انصرف الناس من الصبح، ثم صلى الصبح.

                                                                            وقال ابن مسعود: ما أبالي لو أقيمت صلاة الصبح، وأنا أوتر.

                                                                            وخرج عبادة بن الصامت يوما إلى الصبح، فأقام المؤذن، فأسكته حتى أوتر، ثم صلى لهم الصبح.

                                                                            وكان عبد الله بن عامر بن ربيعة، والقاسم بن محمد يوتران بعد الفجر [ ص: 90 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية