الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            904 - أخبرنا أبو الحسن الشيرزي، أنا زاهر بن أحمد، أنا أبو إسحاق الهاشمي، أنا أبو مصعب، عن مالك، عن مخرمة بن سليمان، عن كريب مولى عبد الله بن عباس، عن عبد الله بن عباس، أنه أخبره أنه بات عند ميمونة [ ص: 9 ] زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهي خالته، قال: " فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا انتصف الليل أو قبله بقليل، أو بعده بقليل، استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس يمسح النوم عن وجهه بيديه، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة، فتوضأ منها، فأحسن الوضوء، ثم قام يصلي، قال عبد الله: فقمت، فصنعت مثل ما صنع، ثم ذهبت، فقمت إلى جنبه، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي، فأخذ بأذني اليمنى يفتلها، فصلى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم أوتر، ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن، فقام، فصلى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلى الصبح ".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته.

                                                                            أخرجه محمد بن عبد الله بن يوسف، وأخرجه مسلم، عن يحيى بن يحيى، كلاهما عن مالك [ ص: 10 ] والشن: الخلق من الأسقية، وهي أشد تبريدا للماء.

                                                                            وقال عطاء، عن ابن عباس، ثم قمت إلى شقه الأيسر، فأخذ بيدي من وراء ظهره فعدلني كذلك من وراء ظهره إلى الشق الأيمن.

                                                                            وقال أبو بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فأخذ بذؤابتي، فجعلني عن يمينه. [ ص: 11 ] .

                                                                            قوله: "فأخذ بأذني يفتلها" فهذا الفتل يحتمل أن يكون ليديره إلى يمينه، ويحتمل أن يكون مثل التأديب، فيكون ذلك أبلغ لما يريد منه، وأذكر له فيما يستأنفه، فإن المتعلم إذا تعهد بفتل الأذن كان أذكى لفهمه، وأوعى لما سمعه، حكى الربيع أن الشافعي فتل شحمة أذنه، قال الربيع: فلما وجدت هذا عن ابن عباس علمت أن الشافعي فعل ذلك عن أصل.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية