الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            1080 - أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الكسائي، أخبرنا عبد العزيز بن أحمد الخلال، نا أبو العباس الأصم.

                                                                            ح وأخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي، ومحمد بن أحمد العارف، قالا: أخبرنا أبو بكر الحيري، حدثنا الأصم، أنا الربيع ، أنا الشافعي، أنا مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " إذا قلت لصاحبك: أنصت والإمام يخطب يوم الجمعة فقد لغوت ".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجاه من طرق، عن أبي هريرة [ ص: 259 ] ويروى: فقد لغيت، يقال: لغا يلغو، ولغي يلغى، وقال عثمان بن عفان: "إذا جلس الإمام فاستمعوا وأنصتوا، فإن للمنصت الذي لا يسمع من الأجر مثل ما للمنصت السامع".

                                                                            وقال رحمه الله: اتفق أهل العلم على كراهية الكلام، والإمام يخطب، وإن تكلم غيره، فلا ينكر إلا بالإشارة، قال علي: لا يصلى حين يقوم الإمام على المنبر يوم الجمعة.

                                                                            وقال ابن شهاب: خروج الإمام يقطع الصلاة، وكلامه يقطع الكلام، معناه: أن أحدا لا يبتدئ الصلاة ممن هو في المسجد بعد خروج الإمام حتى لا يفوته أول الخطبة، ولا بأس بالكلام ما لم يبتدئ الإمام الخطبة. [ ص: 260 ] .

                                                                            واختلفوا في رد السلام، وتشميت العاطس حالة الخطبة، فرخص فيه بعضهم، وهو قول أحمد، وإسحاق، وأحد قولي الشافعي، وكره بعضهم من التابعين، وغيرهم، وهو قول سعيد بن المسيب.

                                                                            قال الزهري: لا بأس بالكلام إذا نزل الإمام عن المنبر إلى أن يكبر.

                                                                            قال إبراهيم بن المهاجر: رأيت سعيد بن جبير، وإبراهيم النخعي يتكلمان، والإمام يخطب يوم الجمعة.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية