الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            1143 - أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي، أنا أبو نعيم الإسفراييني، أنا أبو عوانة الحافظ، نا يونس، أنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، قالت: "خسفت الشمس في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد، فقام فكبر، وصف الناس وراءه، فاقترأ رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة طويلة، ثم كبر فركع ركوعا طويلا، ورفع رأسه"، فقال: "سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد، ثم قام فاقترأ قراءة طويلة هي أدنى من القراءة الأولى، ثم كبر، فركع ركوعا طويلا، هو أدنى من الركوع الأول، ثم رفع رأسه"، فقال: "سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد، ثم سجد، ثم فعل في الركعة الآخرة مثل ذلك، فاستكمل [ ص: 376 ] أربع ركعات وأربع سجدات، وانجلت الشمس قبل أن ينصرف، ثم قام فخطب الناس، وأثنى على الله بما هو أهله"، ثم قال: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد، ولا لحياته، فإذا رأيتموها، فافزعوا إلى الصلاة".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه محمد، عن أحمد بن صالح المصري، عن عنبسة، عن يونس، وأخرجه مسلم، عن أبي الطاهر، عن ابن وهب.

                                                                            قال رحمه الله: صلاة الخسوف سنة، والأحاديث تدل على أنه يصليها جماعة، وهو قول الشافعي، وأحمد.

                                                                            وقال أصحاب الرأي: يصلون فرادى، وقال مالك: يصلون في خسوف الشمس جماعة، وفي خسوف القمر وحدانا.

                                                                            وقد روي عن الحسن، عن ابن عباس: " إن القمر كسف، وابن عباس بالبصرة، فخرج فصلى بنا ركعتين، في كل ركعة ركعتين، ثم ركب فخطبنا، فقال: إنما صليت كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ". [ ص: 377 ] .

                                                                            واختلف أهل العلم في كيفية صلاة الخسوف، فذهب سفيان الثوري، وأصحاب الرأي إلى أنه يصلي ركعتين، في كل ركعة ركوع واحد كسائر الصلوات، وذهب قوم إلى أنه يصلي ركعتين، في كل ركعة ركوعان على ما جاء في الحديث، وهو قول مالك والشافعي، وأحمد وإسحاق.

                                                                            وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه" صلى في كل ركعة ثلاث ركوعات، وروي أنه صلى ركعتين، في كل ركعة أربع ركوعات ".

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية