الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            1146 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أحمد بن عبد الله، أنا محمد بن يوسف، نا محمد بن إسماعيل، نا محمد بن مهران، نا الوليد، أنا ابن نمر ، سمع ابن شهاب ، عن عروة، عن عائشة : " جهر النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الخسوف بقراءته، [ ص: 382 ] فإذا فرغ من قراءته كبر فركع، وإذا رفع من الركعة، قال: سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد، ثم يعاود القراءة في صلاة الكسوف، أربع ركعات في ركعتين، وأربع سجدات ".

                                                                            هذا حديث صحيح.

                                                                            واختلف أهل العلم في القراءة في صلاة كسوف الشمس، فذهب قوم إلى أنه يجهر بالقراءة، كما في صلاة الجمعة والعيدين، وهو قول مالك، وأحمد، وإسحاق.

                                                                            وذهب قوم إلى أنه يسر فيها بالقراءة، وهو قول الشافعي، [ ص: 383 ] وأصحاب الرأي، لما روينا عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "قام قياما طويلا نحوا من سورة البقرة، ولو جهر لم يحتج إلى الحزر والتقدير".

                                                                            والأول أولى، لأن فيه إثبات الجهر صريحا، فالمثبت أولى، فأما حديث ابن عباس، فمن الجائز أن يكون خفي عليه، لبعده من الإمام، أو لغيره من العوائق، ويحتمل أن الحزر والتقدير لم يكن للإسرار بالقراءة، ولكن لما أنه كان قد قرأ سورا كثيرة بقدر سورة البقرة في التحديد والتقدير، فآثر الاختصار في الحكاية، وذكر المقصود، وهو الدلالة على مقدار القراءة، وترك ذكر أسماء السور وأعيانها، أما صلاة خسوف القمر، يجهر فيها بالقراءة، لأنها من صلاة الليل.

                                                                            قال أبو سليمان الخطابي : ويحتمل أن يكون الجهر إنما جاء في صلاة الليل، ويحتمل أن يكون قد جهر مرة، وخفت أخرى، والله أعلم. [ ص: 384 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية