296  - حدثنا  أبو بكر بن خلاد  قال ثنا  الحارث بن أبي أسامة  ثنا  محمد بن عمر الواقدي  ثنا يعقوب بن مجاهد  حدثني  عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت  قال : أتينا  جابر بن عبد الله  فحدثنا أنه سار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مسيره ، فنزل واديا أفيح فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته واتبعته بإداوة من ماء ، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ير شيئا يستتر به ، وإذا شجرتان بشاطئ الوادي ، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إحداهما فأخذ بغصن من أغصانها وقال : انقادي علي فأذن الله عز وجل لها ، فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يطاوع قائده  ، حتى أتى الشجرة الأخرى ، فأخذ بغصن من أغصانها ، فقال لها : انقادي علي بإذن الله ، فانقادت معه كذلك ، حتى إذا كان بالمنصف فيما بينهما جمعهما ، وقال : التئما علي بإذن الله عز وجل ، فالتأمتا ، قال  جابر   : فتباعدت فجلست ، فحانت منه لفتة ، فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا ، وإذا الشجرتان قد افترقتا ، وقامت كل واحدة منهما  [ ص: 393 ] على ساق ، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف وقفة برأسه هكذا ، وأشار برأسه يمينا وشمالا . 
				
						
						
