الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
88 - حدثنا أبو عمر محمد بن أحمد بن حسن بن محمد بن حمزة قال : ثنا الحسن بن علي بن الجهم قال : ثنا الحسين بن الفرج قال : ثنا محمد بن عمر الواقدي قال : ثنا عبد الله بن عمر بن زهير ، عن عبد الله بن خراش الكعبي ، عن أبيه قال : أقبل عبد المطلب يومئذ ، وأقبل أصحاب الفيل ، فلما رأى عبد المطلب ما هم به سار سريعا على فرسه حتى أوفى على حراء ومعه عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم ، ومطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف ، ومسعود بن عمرو الثقفي ينظرون كلما حمل الحبشة الفيل على الحرم ربض الفيل ، فتقبل الحبشة بحرابهم ورماحهم وعصيهم يطعنونه بها ، فيقوم فإذا حملوه على الحرم برك وصاح ، وإذا وجهوه من حيث جاء ولى وله وجيف ، وأي وجه شاؤوا طاوعهم ما لم يحملوه على الحرم ، قال : فبينا عبد المطلب وأصحابه على حراء ، وهم يحملون الفيل على الحرم ويأبى ، إذ قال عمرو بن عائذ لعبد المطلب : انظر هل ترى شيئا ؟ قال عبد المطلب : أرى طيرا تأتي من قبل البحر قطعا قطعا ، وهي صفر أصغر من الحمام ، سود الرؤوس ، حمر الأرجل والمناقير ، قال عمرو : قد رأيتها ، فأقبلت حتى حلقت على القوم ، مع كل طائر ثلاثة أحجار ، في منقاره حجر وفي رجليه [ ص: 150 ] حجران ، فقال عبد المطلب لمسعود : هل ترى شيئا ؟ قال : نعم ، أرى سوادا كثيرا من قبل البحر كثيفا ، قال عبد المطلب : هو طائر ، قال مسعود : صدقت ، قد والله عرفت حيث حلوا بنا أن لو أرادوا الربة لقدروا عليها .

قال الواقدي : وحدثني قيس بن الربيع ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن عبيد بن عمير قال : لما أراد الله عز وجل أن يهلك أصحاب الفيل أرسل عليهم طيرا أنشئت من البحر كأنها الخطاطيف ، مع كل طائر منها ثلاثة أحجار مجزعة ، حجر في منقاره وحجران في رجليه ، فجاءت حتى صفت على رؤوسهم ، وصاحت ، وألقت ما في أرجلها ومناقيرها ، فما على الأرض حجر وقع على رجل منهم إلا خرج من الجانب الآخر ، إذا وقع على رأسه خرج من دبره .

قال : وحدثني عمر بن طحلة ، عن جوثة بن عبيد بن أمية بن عبد الرحمن قال : سمعت نوفل بن معاوية الدئلي يقول : رأيت الحصاة التي رمي بها أصحاب الفيل حصى مثل الحمص ، وأكبر من العدس ، حمر مختمة كأنها جزع ظفار .

قال : وحدثني هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم قال : أفلت نفيل الحميري ، قال الواقدي : وسمعت أنه لما ولى أبرهة مدبرا جعل نفيل يقول :


أين المفر والإله الطالب والأشرم المغلوب غير الغالب



التالي السابق


الخدمات العلمية