الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
104 - قالوا : فلما توفي عبد المطلب ضم أبو طالب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه وهو ابن ثمان سنين ، وكان يكون معه ، وكان أبو طالب لا مال له ، وكان له قطيعة من إبل تكون بعرنة يبدو إليها فيكون ينشأ فيها ، ويؤتى بلبنها إذا كان حاضرا بمكة ، وكان أبو طالب قد رق عليه وأحبه ، وكان إذا أكل عيال أبي طالب جميعا أو فرادى لم يشبعوا ، وإذا أكل معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم شبعوا .

وكان إذا أراد أن يعشيهم أو يغديهم فيقول : كما أنتم حتى يحضر ابني ، فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأكل معهم فكانوا يفضلون من طعامهم ، وإن كان لبنا شرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أولهم ، ثم يتناول العيال القعب فيشربون [ ص: 167 ] منه فيروون عن آخرهم من القعب الواحد ، وإن كان أحدهم ليشرب قعبا وحده ، فيقول أبو طالب : إنك لمبارك ، وكان الصبيان يصبحون شعثا رمصا ، ويصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم دهينا كحيلا .

التالي السابق


الخدمات العلمية