الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
262 - قال الواقدي فحدثني عبد الحميد بن عمران بن أبي أنس عن أبيه قال : قدم نفر من الجن على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة حتى نزلوا بأعلى مكة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يذهب معي رجل في قلبه حبة خردل من غل على أحد ، فقال عبد الله بن مسعود فتناولت إداوة فيها نبيذ .

قال عمران بن أبي أنس خرج حتى إذا كان بالحجون خط له رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا ، ثم قال قف هاهنا حتى أرجع ولا تخف ، ومضى . قالوا : قال ابن مسعود : وأنا أنظر إلى جبلهم حلقا حلقا ، قال ، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تغيب عن ابن مسعود فلم يره عبد الله ، حتى أسحر وعبد الله قائم لم يجلس ، فقال له : ما زلت قائما ، قال عبد الله : قلت لي قف هاهنا ، فما كنت أجلس حتى أراك ، قال : هل رأيت شيئا ؟ قال : رأيت أسودة وأحبلة ، وسمعت لغطا شديدا ، قال هؤلاء جن نصيبين ، جاؤوني يختصمون إلي في شيء كان بينهم ، فلما برق الفجر قال : هل معك من وضوء للصلاة ؟ قال ، قلت : معي إداوة فيها نبيذ ، قال تمرة طيبة وماء طهور ، قال ، اصبب علي ، ففعلت ، ثم جاءه اثنان منهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ألم أقض حاجتكما ؟ قالا : بلى ، ولكنا أحببنا أن يصلي معك منا مصل . فصلى النبي صلى الله عليه وسلم وصليا وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصبح " تبارك الملك " وسورة " الجن " فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال ابن مسعود : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصغي [ ص: 366 ] بسمعه ، فلبث ساعة ، قال : فنما علي ما سمعا من القرآن ، وسألوني الزاد ، فقال عبد الله يا رسول الله فهل عندك شيء تزودهم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " زودتهم الرجيع ، ولا يجدون عظما إلا وجدوه عرقا ، ولا روثة إلا وجدوها تمرة نضرة " ، قالوا : يا رسول الله ، يفسده الناس علينا ، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستنجى بالعظم والرجيع .

فقال عبد الله بن مسعود : لما قدم الكوفة ورأى الزط قال هؤلاء أشبه من رأيت من الإنس بالجن الذين صرفوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجون .

التالي السابق


الخدمات العلمية