الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
190 - حدثنا أبو محمد أحمد بن محمد بن أحمد قال : ثنا أبو خليفة قال : ثنا العباس بن الفرج الرياشي قال : ثنا أبو أيوب بن سليمان بن داود المقري قال : ثنا الحكم بن ظهير ، عن السري ، عن أبي مالك ، عن أنس بن مالك قال : وفد ملوك حضرموت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بنو وليعة جمد ومخوس ومشرح وإبضعة وأختهم العمردة وفيهم الأشعث بن قيس وهو أصغرهم فقالوا : أبيت اللعن ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لست ملكا ، إنما أنا محمد بن عبد الله " قالوا : لا نسميك باسمك ، قال : " لكن الله سماني ، وأنا أبو القاسم " ، قالوا : يا أبا القاسم إنا قد خبأنا لك خبأ فما هو ؟ وكانوا خبؤوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم عين جرادة في حميت سمن ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سبحان الله ، إنما يفعل ذلك الكهان ، والكهانة والتكهن في النار " قالوا : كيف نعلم أنك رسول الله ؟ فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم كفا من حصى فقال : " هذا يشهد أني رسول الله " فسبح الحصى في يده ، فقالوا : نشهد أنك رسول الله ، قال : " إنه قد بعثني بالحق ، وأنزل كتابا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا [ ص: 238 ] من خلفه ، أثقل في الميزان من الجبل العظيم ، وفي الليلة الظلماء في مثل نور الشهاب " ، قالوا : فأسمعنا منه ، فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم والصافات صفا حتى بلغ ورب المشارق ، ثم سكن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسكن روحه فما يتحرك منه شيء ، ودموعه تجري على لحيته ، فقالوا : إنا نراك تبكي أفمن مخافة من أرسلك تبكي ؟ قال : " إن خشيتي منه أبكتني ، بعثني على صراط مستقيم في مثل حد السيف ، إن زغت منه هلكت ، ثم تلا : ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك إلى آخرها " .

التالي السابق


الخدمات العلمية