الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
243 - حدثنا إبراهيم بن أحمد قال ثنا أحمد بن الفرج قال ثنا أبو عمر الدوري قال ثنا محمد بن مرزوق قال ثنا محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما :

في قوله عز وجل : الم غلبت الروم فذكر مناجاة أبي بكر مع أبي بن خلف نحوه . وقال ظهرت الروم على فارس يوم الحديبية وذلك عند رأس سبع سنين .

قال الشيخ : وموضع الدلالة من هذه القصة إخباره صلى الله عليه وسلم بأن الروم سيصيرون غالبين بعد أن غلبوا : فأزال الله تعالى عن المؤمنين بهذا الخبر ما بهم من الاغتمام من غلبة فارس الروم ، فتحقق وعد الله في صدق الخبر ، وأما مراهنة أبي بكر ومناحبته لقريش كان تحريا واجتهادا من أبي بكر ، يقع فيه الإصابة والخطأ ، فإذا لم يصب كان الخطأ واقعا في تحري أبي بكر لا في إخبار الله ، لأن الله عز وجل لم يعين على سنة بعينها ، وإنما وعد غلبة الروم فارس في البضع ، من سنة إلى تسع ، فصار الروم غالبين لهم في البضع تحقيقا لخبر الله عز وجل ووعده ، فكان ذلك آية لرسول [ ص: 353 ] الله صلى الله عليه وسلم إذ أخبرهم بما تحقق صدقه ، وظهرت حقيقته ، وفي ذلك ثبوت نبوته صلى الله عليه وسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية