الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
41 - حدثنا حبيب بن الحسن ، قال : ثنا محمد بن يحيى بن سليمان ، قال : ثنا أحمد بن محمد بن أيوب ، قال : ثنا إبراهيم بن سعد ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن جعفر ، قال : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، وأبو عامر عبد عمرو بن صيفي بن النعمان بن ضبيعة بن زيد كان قد ترهب ولبس المسوح ، وكان يقال له : الراهب ، وكان قد أدرك وسمع .

وفي رواية عمرو بن محمد : ما كان في الأوس والخزرج رجل واحد أوصف لرسول الله صلى الله عليه وسلم منه ، كان يألف اليهود ، ويسائلهم عن الدين ، ويخبرونه بصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم خرج إلى الشام فسأل النصارى ، فأخبروه بصفة النبي صلى الله عليه وسلم ، فرجع أبو عامر وهو يقول : أنا على دين إبراهيم الحنيفي ، فأقام مترهبا ، وزعم أنه ينتظر خروج النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة لم يخرج إليه ، وأقام على ما كان عليه ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة ، فقال : ما هذا الدين الذي جئت به ؟ قال : " جئت بالحنيفية دين إبراهيم ، قال : فأنا عليها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنك لست عليها ، قال : بلى ، أدخلت يا محمد في الحنيفية ما ليس فيها ، قال : ما فعلت ، ولكني جئت بها بيضاء نقية .


قال أبو عامر الكاذب - أماته الله طريدا غريبا وحيدا - يعرض [ ص: 81 ] برسول الله صلى الله عليه وسلم - : إنك جئت كذلك ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أجل ، فمن كذب فعل الله ذلك به ، فكان هو عدو الله خرج إلى مكة ، فلما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة خرج إلى الطائف ، فلما أسلم أهل الطائف لحق بالشام ، فمات طريدا غريبا وحيدا .

التالي السابق


الخدمات العلمية