الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
دعاؤه صلى الله عليه وسلم على مشيخة قريش .

159 - حدثنا محمد بن سليمان الهاشمي قال : ثنا عمرو بن أحمد البزار قال : ثنا [ ص: 209 ] الحسن بن قزعة قال : ثنا عبد الأعلى قال : ثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة ، عن عمرو بن العاص قال : ما رأيت قريشا أرادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم إلا يوم ائتمروا به وهم جلوس في ظل الكعبة ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند المقام ، فقام إليه عقبة بن أبي معيط فجعل رداءه في عنقه ، ثم جذبه حتى وجب لركبته ساقطا ، وتصايح الناس فظنوا أنه مقتول ، فأقبل أبو بكر يشتد حتى أخذ بضبعي رسول الله صلى الله عليه وسلم من ورائه ويقول : أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ، ثم انصرفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم فصلى ، فلما قضى صلاته مر بهم وهم جلوس في ظل الكعبة ، فقال : يا معشر قريش أما والذي نفسي بيده ما أرسلت إليكم إلا بالذبح ، وأشار بيده إلى حلقه ، قال : فقالأبو جهل : يا محمد ما كنت جهولا ، قال : فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنت منهم ، - وفي رواية - فقال : يا معشر قريش ، أما والذي نفسي بيده لقد جئتكم بالذبح ، قال : فأخذت القوم كلهم كلمته حتى ما منهم رجل إلا كأنما على رأسه الطير واقع ، حتى إن أشدهم فيه وضاءة قبل ذلك ليرفؤه بأحسن ما يجد من القول ، حتى أنه ليقول : انصرف يا أبا القاسم راشدا فوالله ما كنت جهولا " .

التالي السابق


الخدمات العلمية