الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
7 - وذلك ما حدثناه محمد بن أحمد بن الحسن ، قال : ثنا يوسف بن الحكم ، قال : ثنا محمد بن الدعاء ، ثنا هشيم ، قال : ثنا مجالد ، عن الشعبي ، عن جابر ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ومعي كتاب أصبته من بعض أهل الكتاب فقال : " والذي نفس محمد بيده لو أن موسى كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني " .

ومن فضائله : أن فرض الله طاعته على العالم فرضا مطلقا لا شرط فيه ولا استثناء كما فرض طاعته فقال : وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ، ولم يقل من طاعتي ، أو من كتابي أو بأمري [ ص: 47 ] ، ووحيي ، بل فرض أمره ونهيه على الخلق طرا ، كفرض التنزيل ، لا يراد في ذلك ، ولا يحاج ، ولا يناظر ، ولا يطلب منه بينة كما أخبر عن قوم موسى فقالوا : لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة .

ومن فضائله : أن الله تعالى عز وجل قرن اسمه باسمه في كتابه عند ذكر طاعته ومعصيته وفرائضه وأحكامه ووعده ووعيده فقال : أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ، وقال : وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين ، وقال : ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله ، وقال : إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ، وقال : استجيبوا لله وللرسول ، وقال : ومن يعص الله ورسوله ، وقال : إن الذين يؤذون الله ورسوله ، وقال : براءة من الله ورسوله ، وأذان من الله ورسوله ، وقال : ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ، وقال : ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله ، وقال : إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ، وقال : ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ، وقال : ومن يشاقق الله ورسوله ، وقال قل الأنفال لله والرسول ، وقال فردوه إلى الله والرسول ، وقال : ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله ، وقال : فأن لله خمسه وللرسول ، وقال : وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله ، وقال : وقعد الذين كذبوا الله ورسوله ، [ ص: 48 ] وقال : أنعم الله عليه وأنعمت عليه ، قرن اسمه باسمه في هذه الأحكام والأحوال ؛ تعظيما له وتشريفا صلى الله عليه وسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية