الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الفصل الثامن عشر في ذكر الأخبار من شكوى البهائم والسباع وسجودها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وما حفظ من عهده من كلامها

فمنه كلام الذئب :

270 - حدثنا فاروق الخطابي قال ثنا عباس قال ثنا هشام بن علي السيرافي ، قال ثنا هريم بن عثمان وأبو عمر الحوضي وهدبة بن خالد . وثنا سليمان بن أحمد قال ثنا عباس الأسفاطي قال ثنا أبو الوليد الطيالسي قالوا ثنا القاسم بن الفضل الحداني عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال : بينما راع يرعى بالحرة إذ انتهز الذئب شاة فتبعه الراعي ، فحال بينه وبينها ، فأقبل الذئب على الراعي فقال : يا راعي ألا تتقي الله ، تحول بيني وبين رزق ساقه الله إلي ؟ فقال الراعي : العجب من ذئب مقع على ذنبه يكلمني بكلام الإنس ، فقال الذئب : ألا أخبرك بما هو أعجب من هذا ، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الحرتين يدعو الناس إلى أنباء ما قد سبق ، فساق الراعي شاءه حتى أتى إلى المدينة فزواها إلى زاوية من زواياها ، ثم دخل [ ص: 374 ] على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما قال للذئب . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صدق الراعي ، ألا إنه من أشراط الساعة كلام السباع الإنس ، والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الإنس وحتى يكلم الرجل شراك نعله ، ويحدثه سوطه ويخبره بما أحدث أهله بعده .

التالي السابق


الخدمات العلمية