الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الفصل السادس والعشرون ما أخبر به صلى الله عليه وسلم من الغيوب فتحقق ذلك على ما أخبر به في حياته وبعد موته

كالإخبار عن نمو أمره ، وافتتاح الأمصار والبلدان الممصرة كالكوفة والبصرة وبغداد على أمته ، والفتن الكائنة بعده ، وردة جماعة ممن شاهده ورآه عليه السلام ، وإخباره بعدد الخلفاء ومدتهم ، والملك العضوض بعدهم ، على ما ذكرنا من الخصال في ترجمة الأبواب والفصول في أول الكتاب .

464 - أخبرنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا خالد بن القاسم . وثنا فاروق الخطابي ثنا أبو مسلم الكشي ثنا سليمان بن حرب قالا ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى زوى لي الأرض فأريت مشارقها [ ص: 538 ] ومغاربها ، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها ، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض ، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة ، ولا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم ، فيستبيح بيضتهم ، وإن ربي قال : إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد ، وإني أعدك لأمتك أن لا أهلكها بسنة عامة ، ولا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم ، فيستبيح بيضتهم ، ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها حتى يكون يهلك بعضهم بعضا ، ويسبي بعضهم بعضا .

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين ، فإذا وضع السيف من أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة .

وقال : لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل أمتي بالمشركين وحتى يعبدوا الأوثان ، وإنه سيكون في أمتي ثلاثون كذابا ، كلهم يزعم أنه نبي ، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي ، ولا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله عز وجل .

التالي السابق


الخدمات العلمية