الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
255 - حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار قال ثنا بشر بن الوليد الكندي قال ثنا بشر بن عبد الله الناجي قال : كنت عند الحسن بن أبي الحسن فجاء ابن سيرين ، فسلم وجلس ، فجاءه رجلان فقالا : جئناك نسألك عن شيء ، فقال : سلاني عما بدا لكما فقالا : عندك علم من الجن ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فتبسم وقال : ما كنت أظن أن يسألني عن هذا أحد من الناس ولكن اذهبا إلى أبي رجاء ؛ لأنه أكبر سنا مني ، لعله يخبركم بالذي رأى وسمع ، فانطلق الرجلان وانطلقت معهما حتى دخلنا على أبي رجاء ، فإذا هو في جوف الدار والدار مملوءة رملا ، وإذا بين يديه ناقة تحلب ، فسلمنا عليه وجلسنا فقلنا : جئناك نسألك عن شيء ، فقال : سلا عما شئتم ، فقالا : أعندك علم من الجن ممن بايع [ ص: 361 ] النبي صلى الله عليه وسلم ، فتبسم مثل الحسن ، فقال : ما كنت أظن أن يسألني عن هذا أحد من الناس ، ولكن أخبركم بالذي رأيت وبالذي سمعت ، كنا في سفر حتى نزلنا على الماء فضربنا أخبيتنا وذهبت أقيل ، فإذا أنا بحية دخلت الخباء وهي تضطرب ، فمددت إداوتي فنضحت عليها من الماء ، كلما نضحت عليها الماء سكنت ، وكلما حبست عنها الماء اضطربت حتى أذن المؤذن بالرحيل ، فقلت لأصحابي : انتظروا حتى أعلم هذه الحية إلام تصير ، فلما صلينا العصر ماتت الحية ، فعمدت إلى عيبتي فأخرجت منها خرقة بيضاء فلففتها وكفنتها وحفرت لها ودفنتها ، ثم سرنا يومنا ذلك وليلتنا ، حتى إذا أصبحت ونزلنا على الماء ، وضربنا أخبيتنا فذهبت أقيل ، فإذا أنا بأصوات : سلام عليكم ، مرتين ، لا واحد ، ولا عشرة ، ولا مائة ، ولا ألف ، أكثر من ذلك ، فقلت : ما أنتم ؟ قالوا : نحن الجن ، بارك الله عليك ، قد صنعت إلينا ما لا نستطيع أن نجازيك عليه ، فقلت : ماذا صنعت إليكم ؟ قالوا : إن الحية التي ماتت عندك كانت آخر من بقي ممن بايع من الجن النبي صلى الله عليه وسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية