الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
331 - حدثنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا عمار بن الحسن ثنا سلمة بن الفضل حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الغفار بن القاسم عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب عن عبد الله بن عباس عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : لما نزلت هذه الآية وأنذر عشيرتك الأقربين دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا علي إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين ، قال : فضقت بذلك ذرعا ، وعرفت أني متى ما أباديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره ، فضقت عليها حتى جاء جبرئيل عليه السلام ، فقال يا محمد ، إنك إن لا تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا علي فاصنع لنا طعاما واجعل عليه رجل شاة ، واجمع لنا عسا من لبن وأخرج لي بني عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغهم ما أمرت به ، ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم له ، وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصون رجلا . منهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب ، فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم ، فجئت به فلما وضعته تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم حذية من اللحم فشقها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي القصعة ، وقال : خذوا [ ص: 426 ] باسم الله ، فأكل القوم حتى ما بقي لهم إلى شيء من حاجة ، وما أرى إلا مواضع أيديهم ، والذي نفس علي بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل مثله ، ويشرب مثله ، فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكلمهم بدر أبو لهب إلى الكلام فقال : لقد سحركم صاحبكم ، فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما كان الغد قال : يا علي إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول فتفرق القوم قبل أن أكلمهم ، فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت ، ثم اجمعهم لي ، قال ففعلت ، ثم جمعتهم ، ثم دعا بالطعام فقربه لهم ، ففعل كما فعل بالأمس ، فأكلوا حتى ما بقي لهم في شيء من حاجة ، ثم قال : اسقهم ، فجئت بذلك العس فشربوا حتى رووا منه جميعا ، ثم تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية