الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قصة عتيبة بن أبي لهب :

380 - حدثنا أبو نصر منصور بن محمد بن منصور الأصبهاني ثنا إسحاق بن أحمد الفارسي ثنا محمد بن حميد ثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق عن عثمان بن عروة بن الزبير عن أبيه عن هبار بن الأسود قال :

[ ص: 455 ] كان أبو لهب وابنه عتيبة قد تجهزا إلى الشام وتجهزت معهما فقال ابنه عتيبة والله لأنطلقن إليه فلأوذينه في ربه ، فانطلق حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ، هو يكفر بالذي دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم ابعث عليه كلبا من كلابك " ثم انصرف عنه ، فرجع إليه فقال : أي بني ما قلت له ؟ قال : كفرت بإلهه الذي يعبد ، قال فماذا قال لك ؟ قال : قال اللهم ابعث عليه كلبا من كلابك ، فقال : أي بني ، والله ما آمن عليك دعوة محمد ، قال فسرنا حتى نزلنا الشراة وهي مأسدة ، فنزلنا إلى صومعة راهب ، فقال : يا معشر العرب ما أنزلكم هذه البلاد وإنها مسرح الضيغم ؟ فقال لنا أبو لهب إنكم قد عرفتم حقي ، قلنا : أجل يا أبا لهب ، فقال : إن محمدا قد دعا على ابني دعوة ، والله ما آمنها عليه ، فاجمعوا متاعكم إلى هذه الصومعة ، ثم افرشوا لابني عتيبة ثم افرشوا حوله ، قال : ففعلنا ، جمعنا المتاع حتى ارتفع ، ثم فرشنا له عليه ، وفرشنا حوله ، فبينا نحن حوله وأبو لهب معنا أسفل ، وبات هو فوق المتاع ، فجاء الأسد فشم وجوهنا ، فلما لم يجد ما يريد تقبض ثم وثب ، فإذا هو فوق المتاع ، فجاء الأسد فشم وجهه ثم هزمه هزمة ففضخ رأسه ، فقال سيفي يا كلب ، لم يقدر على غير ذلك ، ووثبنا ، فانطلق الأسد وقد فضخ رأسه ، فقال له أبو لهب : قد عرفت والله ما كان لينفلت من دعوة محمد .

التالي السابق


الخدمات العلمية