الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
426 - حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني قال ثنا أبي قال ثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير قال :

خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه إلى بني النضير يستعينهم في عقل الكلابيين ، وكانوا قد دسوا إلى قريش حين نزلوا بأحد لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فحضوهم على القتال ، ودلوهم على العورة فلما كلمهم في عقل الكلابيين قالوا : اجلس يا أبا القاسم حتى تطعم وترجع بحاجتك التي جئت لها ، ونقوم فنتشاور ونصلح أمرنا فيما جئت له ، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من أصحابه إلى ظل جدار ، ينتظر أن يصلحوا أمرهم ، فلما دخلوا ومعهم الشيطان لا يفارقهم ائتمروا بقتله ، وقالوا : لا تجدونه أقرب منه الساعة ، استريحوا منه تأمنوا في دياركم ، ويرفع عنكم البلاء ، قال رجل منهم : إن شئتم رقيت على الجدار الذي هو تحته فدليت عليه حجرا فقتلته ، فأوحى الله عز وجل إليه ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه يريد أن يقضي حاجة ، وترك أصحابه مكانهم ، وأعداء الله في نجيهم ، فلما فرغوا وقضوا حاجتهم وأمرهم في محمد ، أتوا فجلسوا مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظرونه ، فأقبل رجل من المدينة بعد أن راث عليهم فسألوه عنه ، فقال : لقيته عامدا المدينة ، قد دخل في أزقتها ، فقالوا عجل أبو القاسم أن نقيم أمرنا في حاجته التي جاء بها ، ثم قام أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجعوا ، ونزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي أراد أعداء الله به فقال : [ ص: 491 ] يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمت الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم الآية وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإجلائهم ، لما أرادوا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما أخذهم بأمر الله وأمرهم أن يخرجوا من ديارهم فيسيروا حيث شاؤوا ، قالوا : أين تخرجنا ؟ قال : إلى الحشر .

التالي السابق


الخدمات العلمية