الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          6833 - (بخ م) : يحيى بن سعيد بن العاص بن سعيد بن [ ص: 326 ] العاص بن أمية القرشي الأموي ، أبو أيوب ، ويقال : أبو الحارث المدني ، أخو عمرو بن سعيد الأشدق ، وعنبسة بن سعيد ، وعبد الله بن سعيد ، وأبان بن سعيد ، وكان مع أخيه عمرو بن سعيد حين قتله عبد الملك بن مروان ، فسيره إلى المدينة .

                                                                          روى عن : أبيه سعيد بن العاص (بخ م) ، وعثمان بن عفان ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وعائشة أم المؤمنين .

                                                                          روى عنه : أشرس بن عبيد بن صهيب مولى أبيه سعيد بن العاص ، والربيع بن سبرة الجهني ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري (بخ م) .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة ، وقال : كان قليل الحديث . وذكره في " الصغير " في الطبقة الثالثة .

                                                                          وقال في موضع آخر : فولد سعيد بن العاص : يحيى بن سعيد ، وأيوب ، وروحا . وأمهم العالية ابنة سلمة بن يزيد بن مشجعة بن المجمع بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن خريم [ ص: 327 ] ابن جعفى بن سعد العشيرة من مذحج .

                                                                          وقال الزبير بن بكار في تسمية ولد سعيد بن العاص : ويحيى بن سعيد وأمه العالية بنت سلمة بن يزيد بن مشجعة بن المجمع بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن خريم بن جعفى بن سعد العشيرة ، وكان عبد الملك حين قتل أخاه عمرو بن سعيد سيره هو وبني سعيد ، وسير معهم عبد الله بن يزيد أبا خالد بن عبد الله بن يزيد القسري ، وكان على شرطة عمرو بن سعيد ، فلحق يحيى وعبد الله بن يزيد بعبد الله بن الزبير ، فلم يزالا معه حتى قتل عبد الله بن الزبير ، فخرجا في الأمان ، وكان في وجه يحيى ردة فقال : له عبد الملك : يا قبيح بم تنظر إلى الله إذا لقيته وقد غدرت بي بعدما عفوت عنك ؟ قال : أنظر إليه بالوجه الذي خلقه ، وأنت دفعتني إلى عدوك هدية ، أخرجتني وأخفتني . وولده بالكوفة وواسط .

                                                                          وقال معاوية بن صالح ، عن يحيى بن معين في تسمية تابعي أهل المدينة ومحدثيهم : يحيى بن سعيد بن العاص .

                                                                          وقال النسائي : ثقة .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " .

                                                                          وقال الحافظ أبو القاسم : بلغني أن عبد الملك بن مروان كان يفضله ويقول : ما رأيت ابن زوملة أفضل من يحيى بن سعيد . وأم يحيى مرادية . قال : والقرشي إذا كانت أمه عربية ولم تكن من قريش ، قيل ابن زوملة ، وإن كانت أمه أم ولد لم يكن ابن [ ص: 328 ] زوملة . قال : وبلغني أن عبد الملك قال له : إنك أشبه الناس بإبليس . قال : ولم ينكر أن يشبه سيد الإنس سيد الجن .

                                                                          روى له البخاري في " الأدب " ، ومسلم حديثا واحدا ، وقد وقع لنا بعلو عنه .

                                                                          أخبرنا به أحمد بن أبي الخير ، قال : أنبأنا مسعود بن أبي منصور الجمال ، قال : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا أبو بكر بن خلاد ، قال : حدثنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان ، قال : حدثنا يحيى بن بكير ، قال : حدثنا الليث بن سعد ، قال : حدثني عقيل .

                                                                          (ح) : وأخبرنا أبو إسحاق ابن الدرجي ، وأحمد بن شيبان ، قالا : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني ، قال : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر ، قال : حدثنا إسماعيل بن عبد الله ، قال : حدثنا عبد الله بن صالح ، عن الليث ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، عن يحيى بن سعيد بن العاص أن سعيد بن العاص أخبره أن عائشة وعثمان بن عفان حدثاه أن أبا بكر استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على فراشه ، لابس مرط عائشة فأذن لأبي بكر وهو كذلك ، فقضى إليه حاجته ، ثم انصرف ، ثم استأذن عمر فأذن له وهو على تلك الحال ، فقضى إليه حاجته ثم انصرف . قال عثمان : ثم استأذنت عليه ، فجلس ، فقال لعائشة : اجمعي عليك ثيابك فقضيت إليه حاجتي ، فقالت عائشة : يا رسول الله ما لي لم أرك فزعت لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن عثمان رجل حي وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال ألا يبلغ إلي في [ ص: 329 ] حاجته . لفظ عبد الله بن صالح .

                                                                          أخرجاه من حديث صالح بن كيسان عن الزهري ، وانفرد مسلم بحديث الليث فرواه عن عبد الملك بن شعيب بن الليث ، عن أبيه ، عن جده ، فوقع لنا عاليا بدرجتين .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية