الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          6868 - يحيى بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن ميمون بن عبد الرحمن الحماني ، أبو زكريا الكوفي . وجده ميمون . ويقال : عبد الرحمن بن ميمون يلقب بشمين .

                                                                          [ ص: 420 ] روى عن : إبراهيم بن سعد الزهري ، وإسماعيل بن عبد الأعلى العنزي ، الكوفي ، وإسماعيل بن عياش ، وجرير بن عبد الحميد ، وجعفر بن سليمان الضبعي ، وجميع بن عمر بن عبد الرحمن العجلي ، وحشرج بن نباتة ، والحكم بن ظهير ، وحماد بن زيد ، وحماد بن شعيب الحماني ، وخالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص القرشي ، وخالد بن عبد الله الواسطي ، وسفيان بن عيينة ، وسليمان بن بلال ، وشريك بن عبد الله النخعي ، وعبد الله بن جعفر المخرمي ، وعبد الله بن المبارك ، وأبيه عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وعبد الرحمن بن سليمان ابن الغسيل ، وعبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر ، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي ، وعبد الواحد بن زياد ، وعلي بن مسهر ، وعيسى بن راشد الثقفي ، وفضيل بن عياض ، وقيس بن الربيع ، ومعاوية بن حفص الحلبي ، ومندل بن علي ، ونصير بن زياد الطائي ، وهشيم بن بشير ، وأبي عوانة الوضاح بن عبد الله ، ووكيع بن الجراح ، ويحيى بن يمان ، وأبي إسرائيل الملائي ، وأبي بكر بن عياش ، وأبي خالد الأحمر ، وأبي معاوية الضرير .

                                                                          روى عنه : أحمد بن موسى بن يزيد الشطوي ، وأبو جعفر أحمد بن هارون الكرخي الضرير ، وأبو جعفر أحمد بن يحيى بن إسحاق البجلي الحلواني ، والحسين بن إسحاق التستري ، وحمدان بن علي الوراق ، وطريف بن عبيد الله الموصلي مولى علي بن أبي طالب ، وعبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ، وعبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، [ ص: 421 ] وعثمان بن خرزاذ الأنطاكي ، وعلي بن عبد العزيز البغوي ، ومحمد بن إبراهيم بن أبان السراج ، ومحمد بن إبراهيم بن سعيد البوسنجي ، ومحمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس الرازي ، وأبو حصين محمد بن الحسين الوادعي القاضي ، ومحمد بن عبد الله الحضرمي ، ومحمد بن عبيد بن أبي الأسد ، وموسى بن إسحاق بن موسى الأنصاري ، وموسى بن هارون الحافظ ، وأبو حاتم الرازي ، وأبو قلابة الرقاشي .

                                                                          قال زكريا بن يحيى الساجي ، عن أحمد بن محمد البغدادي : سمعت القعنبي يقول : رأيت رجلا طويلا شابا في مجلس ابن عيينة فقال ابن عيينة : من يسأل لأهل الكوفة ؟ ثم قال : أين ابن الحماني ؟ فقام . فقال : من أنت ؟ فانتسب له . فقال : نعم ، كان أبوك جليسنا عند مسعر . فجعل يسأل .

                                                                          وعن أحمد بن محمد قال : حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي قال : رأيت عند سفيان بن عيينة جماعة من البصريين يتذاكرون الحديث قال : فتحرك سفيان للكوفية فقال : أين ابن آدم ؟ أين ابن عبد الحميد الحماني ؟

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي ، عن طريف بن عبيد الله [ ص: 422 ] الموصلي : كأني أنظر إلى يحيى الحماني شيخ ضعيف ، أعور عين اليسار ، منحني العنق ، يقول : حدثنا شريك .

                                                                          وقال محمد بن عبد الرحمن السامي الهروي : سئل أحمد بن حنبل عن يحيى الحماني ، فسكت عنه ، فلم يقل شيئا .

                                                                          وقال أبو الحسن الميموني وذكر عنده ، يعني عند أحمد بن حنبل ، ابن الحماني ، فقال : ليس بأبي غسان بأس .

                                                                          وقال في موضع آخر : قال أبو عبد الله : حدثنا عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني وكان صدوقا . قلت : فابنه ؟ قال : لا أدري . ثم نفض يده في وجهي غير مرة يدفعه .

                                                                          وقال محمد بن عبد الله الحضرمي : سألت أحمد بن حنبل عن يحيى الحماني ، قلت له : تعرفه ؟ لك به علم ؟ فقال : كيف لا أعرفه فقلت له : كان ثقة ؟ فقال : أنتم أعرف بمشايخكم .

                                                                          وقال محمد بن إبراهيم البوسنجي : حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ، قال : حدثنا أحمد بن حنبل .

                                                                          قال البوسنجي : وحدثناه أحمد بن حنبل ، قال : حدثنا إسحاق الأزرق ، عن شريك ، عن بيان ، عن قيس بن أبي حازم ، عن المغيرة بن شعبة ، قال : كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر بالهاجرة فقال لنا : " أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم " .

                                                                          [ ص: 423 ] أخبرنا بذلك يوسف بن يعقوب الشيباني ، قال : أخبرنا زيد بن الحسن الكندي ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ ، قال : أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب ، قال : أخبرنا محمد بن نعيم الضبي ، قال : أخبرنا أبو سعيد أحمد بن سليمان بن نوح ، قال : حدثنا البوسنجي محمد بن إبراهيم ، فذكره .

                                                                          وقال حنبل بن إسحاق : قلت لأبي عبد الله ، وقدمت من الكوفة : وحدثنا يحيى الحماني عن أبي عبد الله بحديث إسحاق الأزرق ، حديث بيان " أبردوا بالصلاة " فقلت لأبي عبد الله : إن ابن الحماني ، حدثنا عنك بهذا الحديث . فقال أبو عبد الله : ما أعلم أني حدثته به ، ولا أدري لعله على المذاكرة حفظه ، وأنكر أن يكون حدثه به .

                                                                          وقال أبو بكر المروذي : وذكر يعني أحمد بن حنبل الحماني ، فقلت : إنه روى عنك حديث إسحاق الأزرق حديث المغيرة بن شعبة " أبردوا بالصلاة " وزعم أنه سمعه على باب ابن علية ، فأنكر أن يكون سمعه ، وقال : ليس من ذا شيء . قلت : إنه ادعى أن هذا على المذاكرة ، فقال : وأنا علمت في أيام إسماعيل أن هذا عندي ؟ يعني إنما أخرجته بأخرة ، وقال : قولوا [ ص: 424 ] لهارون الحمال يضرب على حديث الحماني .

                                                                          وقال أبو عبيد الآجري : سمعت أبا داود يقول : حدث يحيى بن عبد الحميد عن أحمد بن حنبل بحديث إسحاق الأزرق ، عن شريك عن بيان حديث المغيرة بن شعبة ، فأنكره أحمد ، وقال : ما حدثته به . فقال يحيى : حدثنا أحمد على باب إسماعيل ابن علية . فقال أحمد : ما سمعناه من إسحاق إلا بعد موت إسماعيل يعني حديث المواقيت .

                                                                          قال أبو عبيد الآجري : سمعت أبا داود يقول : كان حافظا ، وسألت أحمد بن حنبل عنه ، فقال : ألم تره ؟ قلت : بلى . قال : إنك إذا رأيته عرفته .

                                                                          وقال في موضع آخر : قلت لأبي داود : ابن الحماني كان يتشيع ؟ قال : سألته عن حديث لعثمان ، فقال لي : تحب عثمان ؟

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : قلت لأبي : إن ابني أبي شيبة ذكروا أنهم يقدمون بغداد فما ترى فيهم ؟ فقال : قد جاء ابن الحماني إلى ها هنا ، فاجتمع عليه الناس ، وكان يكذب جهارا ، ابن أبي شيبة على حال يصدق ، قلت لأبي : إن ابن الحماني حدث عنك ، عن إسحاق الأزرق ، عن شريك ، عن بيان ، عن قيس ، عن المغيرة بن شعبة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " أبردوا بالصلاة " فقال : كذب ، ما حدثته به . فقلت : حكوا عنه أنه قال : قد سمعته منه في المذاكرة على باب إسماعيل ابن علية ، فقال : كذب إنما سمعته من إسحاق بعد ذلك ، أنا لم أعلم تلك الأيام أن هذا الحديث غريب حتى سألوني عنه هؤلاء الشباب أو هؤلاء [ ص: 425 ] الأحداث . قال أبي : وقت التقينا على باب ابن علية ، إنما كنا نتذاكر الفقه والأبواب . قال أبي : كان وقع إلينا كتاب إسحاق الأزرق فانتخبت منه هذا الحديث .

                                                                          قلت لأبي : أخبرني رجل أنه سمع ابن الحماني يحدث عن شريك ، عن منصور ، عن إبراهيم والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون قال : كانوا يكرهون أن يستدلوا . فقال رجل : هذا الحديث في كتب ابن المبارك ، عن شريك ، عن الحكم البصري ، عن منصور . فقال ابن الحماني : حدثناه شريك عن الحكم البصري ، عن منصور . فقال أبي : ما كان أجرأه هذه جرأة شديدة ، وقال : ما زلنا نعرفه أنه يسرق الأحاديث ، أو يلتقطها ، أو يتلقفها .

                                                                          قال : وسمعت أبي مرة أخرى وذكر ابن الحماني فقال : قد طلب وسمع ولو اقتصر على ما سمع لكان له فيه كفاية . قال عبد الله بن أحمد : وهذا أحسن ما سمعت من أبي فيه .

                                                                          وقال جعفر بن سهل الدقاق : قلت لعبد الله بن أحمد : أبو عبد الله ترك حديث الحماني من أجل الحديث الذي ادعى أنه سمعه منه عن إسحاق الأزرق . قال ابن الحماني : سمعته منه على باب هشيم فقال أحمد : ما حدثت به الحماني ولا سمعه مني ، ولا سألني عن شيء ،

                                                                          قال عبد الله بن أحمد : ليس العلة هذا في ترك حديثه وكذبه ولكن حدث عن قريش بن حيان ، عن بكر بن وائل ، عن الزهري ، عن عطاء بن يزيد ، عن أبي أيوب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأظفار ، وقريش بن حيان مات قبل أن يدخل الحماني [ ص: 426 ] البصرة ، وإنما سمعه من وكيع عن قريش .

                                                                          وقال أبو بكر الأثرم : قلت لأبي عبد الله ما تقول في ابن الحماني ؟ فقال : ليس هو واحد ولا اثنين ولا ثلاثة ولا أربعة يحكون عنه . ثم قال : الأمر فيه أعظم من ذاك وحمل عليه حملا شديدا في أمر الحديث .

                                                                          وقال في موضع آخر : قال لي أبو عبد الله : الحديث الذي كان أبو الهيثم يرويه عن سفيان بن حسين عن يعلى بن مسلم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس عن أبي للذين يؤلون من نسائهم رأيته في كتب عبد الله بن موسى ؟ فقلت : لا . فقال : قد رواه يحيى بن إسماعيل ذاك الواسطي عن عباد ، عن سفيان بن حسين ، ليس فيه أبي أوقفه على ابن عباس . قلت لأبي عبد الله : فإن ابن الحماني يرويه . فنفض يده نفضة شديدة ثم قال : ابن الحماني الآن ليس عليه قياس أمر ذاك عظيم ، أو كما قال . إلا أنه قال : ابن الحماني الآن ليس عليه قياس ثم قال : سبحان الذي يستر من يشاء ورأيته شديد الغيظ عليه .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد في موضع آخر : قلت لأبي : بلغني أن ابن الحماني حدث عن شريك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه النظر إلى الحمام فأنكروه عليه فرجع عن رفعه . فقال عن عائشة فقال أبي : هذا كذب إنما كنا نعرف بهذا حسين بن علوان يقولون إنه وضعه على [ ص: 427 ] هشام .

                                                                          وقال البخاري : كان أحمد وعلي يتكلمان في يحيى الحماني .

                                                                          وقال في موضع آخر : رماه أحمد بن حنبل وابن نمير .

                                                                          وقال يعقوب بن سفيان الفارسي : وأما ابن الحماني فإن أحمد بن حنبل سيئ الرأي فيه ، وأبو عبد الله متحر في مذهبه ، مذهبه أحمد من مذهب غيره .

                                                                          وقال أحمد بن يوسف السلمي : سمعت علي ابن المديني يقول : أدركت ثلاثة يحدثون بما لا يحفظون : يحيى بن عبد الحميد ، وعبد الأعلى السامي ، والمعتمر بن سليمان .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي : قال لنا عبدان : قال ابن نمير : الحماني كذاب . فقيل لعبدان : سمعته من ابن نمير ؟ قال : لم أسمعه منه .

                                                                          وقال محمد بن عبد الله الحضرمي : سألت محمد بن عبد الله بن نمير عن يحيى الحماني ، فقال : هو ثقة ، هو أكبر من هؤلاء كلهم ، فاكتب عنه .

                                                                          [ ص: 428 ] وفي رواية قال : سألت ابن نمير عن يحيى الحماني وها هنا علي بن حكيم ، ومنجاب وأصحابنا متوافرون ، فقال : هو أكبر من هؤلاء كلهم .

                                                                          وقال الحسين بن إدريس الأنصاري : سمعت ابن عمار يقول : يحيى الحماني قد سقط حديثه . قيل : فما علته ؟ قال : لم يكن لأهل الكوفة حديث جيد غريب ولا لأهل المدينة ولا لأهل بلد حديث جيد غريب إلا رواه ، فهذا يكون هكذا .

                                                                          قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : يحيى بن عبد الحميد ساقط متلون ، ترك حديثه ، فلا ينبعث .

                                                                          وقال أبو بكر بن خزيمة : سمعت محمد بن يحيى وذكر يحيى بن عبد الحميد الحماني ، فقال : ذهب كالأمس الذاهب .

                                                                          وقال سعيد بن عمرو البردعي : قال لي أبو عبد الله محمد بن يحيى النيسابوري : أخذت كتاب قيس من ابن الحماني فرأيت على ظهره شيئا مضروبا عليه . قال محمد بن يحيى : فبلغني أنه كان كتاب محمد بن الصلت وأنه كان ضرب على اسمه .

                                                                          وقال محمد بن المسيب الأرغياني : سمعت محمد بن يحيى يقول : اضربوا على حديث يحيى بن عبد الحميد الحماني بستة أقلام .

                                                                          [ ص: 429 ] وقال محمد بن عبد الرحيم البزاز : كنا إذا قعدنا إلى الحماني تبين لنا منه بلايا .

                                                                          وقال أحمد بن محمد بن صدقة البغدادي ، وأبو شيخ الأصبهاني ، عن زياد بن أيوب الطوسي دلويه : سمعت يحيى بن عبد الحميد الحماني يقول : مات معاوية - وفي حديث أبي شيخ : كان معاوية - على غير ملة الإسلام . قال أبو شيخ : قال دلويه : كذب عدو الله .

                                                                          وقال أبو العباس أحمد بن سعيد بن مسعود المروزي ، عن أبيه : سمعت عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي يقول : قدمت الكوفة ، فنزلت بالقرب من يحيى الحماني ، فذاكرته بأحاديث سمعتها بالبصرة ، ومن أحاديث سليمان بن بلال ، وكان يستغربها ويقول : ما سمعت هذا من سليمان . ثم أردت الخروج إلى الشام فأودعته كتبي ، وختمت عليها ، فلما انصرفت وجدت الخواتيم قد كسرت . فقلت : ما شأن هذه الكتب وهذه الخواتيم ؟ فقال : ما أدري . ووجدت تلك الأحاديث التي كنت ذاكرته بها عن سليمان بن بلال قد أدخلها في مصنفاته . فقلت له : سمعت من سليمان بن بلال ؟ قال : نعم .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش : حدثنا محمد بن يحيى ، عن عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي ، قال : أودعت يحيى الحماني كتبي ، وكان فيها حديث خالد الواسطي عن عمرو بن عون ، وفيها حديث سليمان بن بلال عن يحيى بن حسان ، وكنت قد سمعت منه " المسند " ولم يكن فيه من حديث خالد [ ص: 430 ] وسليمان حديث واحد ، فقدمت فإذا كتبي على خلاف ما تركها عنده ، وإذا قد نسخ حديث خالد وسليمان ، ووضعه في " المسند " .

                                                                          قال : محمد بن يحيى : ما أستحل الرواية عنه .

                                                                          وقال الرمادي : هو عندي أوثق من أبي بكر بن أبي شيبة ، وما يتكلمون فيه إلا من الحسد .

                                                                          وقال أبو جعفر العقيلي : حدثنا سليمان بن داود القطان بالري قال : سمعت عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي يقول : قدمت الكوفة حاجا ، فأودعت يحيى بن عبد الحميد كتبا لي ، وخرجت إلى مكة فلما رجعت من الحج أتيته فطلبتها منه فجحدني وأنكر ، فرفقت به فلم ينفع ذلك ، فصايحته واجتمع الناس علينا ، فقام إلي وراقه فأخذ بيدي فنحاني وقال لي : إن أمسكت تخلصت لك الكتب ، فأمسكت ، فإذا الوراق قد جاءني بالكتب وكانت مشدودة في خرقة ولبد ، فإذا الشد متغير ، فنظرت في الأجزاء ، فإذا فيها علامات بالحمرة ، ولم يكن نظر فيها أحد ، وإذا أكثر العلامات على حديث مروان الطاطري عن سليمان بن بلال وعبد العزيز بن محمد الدراوردي ، فافتقدت منها جزأين .

                                                                          وقال النسائي : ضعيف .

                                                                          [ ص: 431 ] وقال في موضع آخر : ليس بثقة .

                                                                          وقال عثمان بن سعيد الدارمي : سمعت يحيى بن معين يقول : ابن الحماني صدوق مشهور ، ما بالكوفة مثل ابن الحماني ، ما يقال فيه إلا من حسد . قال عثمان بن سعيد : وكان ابن الحماني شيخا فيه غفلة لم يكن يقدر أن يصون نفسه كما يفعل أصحاب الحديث ، ربما يجيء رجل فيفتري عليه . وفي رواية : فيسبه وربما يلطمه .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة : سمعت يحيى بن معين يقول : يحيى بن عبد الحميد الحماني : ثقة ، وما كان بالكوفة في أيامه رجل يحفظ معه ، وهؤلاء يحسدونه .

                                                                          وقال أبو حاتم الرازي : سألت يحيى بن معين عن الحماني فأجمل القول وقال : ما له ، وكان يسرد مسنده أربعة آلاف سردا وشريك ثلاثة آلاف وخمس مائة كمثل . وذكر أبو حاتم نحو عشرة آلاف ، وقال : كان أحد المحدثين .

                                                                          وقال عبد الخالق بن منصور : سئل يحيى بن معين أن ابن الحماني يزعم أن هذه الأحاديث التي يحدث بها ابن سليم وضرار بن صرد إنما سمعاها مني ، فقال يحيى : صدق ، منه سمعاها .

                                                                          وقال في موضع آخر : سئل يحيى بن معين عن يحيى ابن الحماني فقال : صدوق ثقة .

                                                                          [ ص: 432 ] وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة : سألت يحيى بن معين عن يحيى بن عبد الحميد فقال : ثقة ، وكان أبوه ثقة .

                                                                          وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : أبو يحيى الحماني ثقة وابنه ثقة . قال عباس : ناظرناه في هذا غير مرة .

                                                                          وقال في موضع آخر : لم يزل يحيى بن معين يقول هذا حتى مات .

                                                                          وقال عبد الله بن محمد البغوي : كنا على باب يحيى بن عبد الحميد الحماني ، فجاء يحيى بن معين على بغلته ، فسأله أصحاب الحديث ، يعني أن يحدثهم ، فأبى ، وقال : جئت مسلما على أبي زكريا ، فدخل ثم خرج ، فسألوه عنه ، فقال : ثقة ابن ثقة .

                                                                          وقال محمد بن عبد الله الحضرمي : سألت يحيى بن معين عن يحيى الحماني فقال : ثقة .

                                                                          وكذلك قال ابن أبي عصمة عن أحمد بن أبي يحيى ، عن يحيى بن معين .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي ، عن يحيى بن معين : يحيى الحماني ثقة وأبوه ثقة .

                                                                          وقال محمد بن أبي هارون الهمذاني : سألت يحيى بن معين عن الحماني فقال : ثقة . فقلت : يقولون فيه . فقال : يحسدونه ، هو والله الذي لا إله إلا هو ، ثقة .

                                                                          وقال أبو جعفر العقيلي ، عن علي بن عبد العزيز : سمعت [ ص: 433 ] يحيى الحماني يقول لقوم غرباء في مجلسه : من أين أنتم ؟ فأخبروه ببلدهم ، فقال : سمعتم ببلدكم أحدا يتكلم في ويقول : إني ضعيف في الحديث ؟ لا تسمعوا كلام أهل الكوفة فإنهم يحسدوني لأني أول من جمع " المسند " ، وقد تقدمتهم في غير شيء .

                                                                          وقال نجيح بن إبراهيم : سألت علي بن حكيم فذكرت يحيى الحماني ، فقال : ما رأيت أحدا أحفظ لحديث شريك منه .

                                                                          وقال أبو حاتم الرازي في موضع آخر : لم أر من المحدثين من يحفظ ويأتي بالحديث على لفظ واحد لا يغيره سوى قبيصة ، وأبي نعيم في حديث الثوري ، ويحيى الحماني في حديث شريك ، وعلي بن الجعد في حديثه .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي : وليحيى الحماني " مسند " صالح ، ويقال : إنه أول من صنف " المسند " بالكوفة ، وأول من صنف " المسند " بالبصرة مسدد ، وأول من صنف " المسند " بمصر أسد السنة ، وأسد قبلهما وأقدم موتا ، ويحيى الحماني ، يقال : إن عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي أودعه كتبا لما خرج إلى مكة ، فلما انصرف وجد كتبه محلولا ، فقال عبد الله : إنه سرق من كتبه أحاديث لسليمان بن بلال ، حدث بها الحماني عن سليمان نفسه ، وكان هذا أحد محن الحماني . وتكلم فيه أحمد وعلي ابن المديني ، ويحيى بن معين حسن الثناء عليه وعلى أبيه ، وذكر أن [ ص: 434 ] الذي تكلم فيه من حسد ، ولم أر في " مسنده " وأحاديثه أحاديث مناكير ، وأرجو أنه لا بأس به .

                                                                          قال البخاري ، ومحمد بن عبد الله الحضرمي ، ومعاوية بن صالح الأشعري ، وعبد الله بن محمد البغوي : مات سنة ثمان وعشرين ومائتين .

                                                                          قال الحضرمي : في رمضان بالعسكر ، وكان لا يخضب .

                                                                          وقال البغوي : في رمضان وكان أول من مات بسامراء من المحدثين الذين أقدموا ، وكان لا يخضب ، وقد كتبت عنه .

                                                                          وقال علي بن أحمد بن النضر الأزدي : مات سنة خمس وعشرين ومائتين ، وهو خطأ .

                                                                          قال مسلم في " صحيحه " عقيب حديث سليمان بن بلال ، عن ربيعة ، عن عبد الملك بن سعيد بن سويد ، عن أبي حميد ، أو عن أبي أسيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا دخل أحدكم المسجد فليقل : اللهم افتح لي أبواب رحمتك " . . الحديث : سمعت يحيى بن يحيى يقول : كتبت هذا الحديث من كتاب سليمان بن بلال ، قال : وبلغني أن يحيى الحماني ، يقول : وأبو أسيد .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية