الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          6862 - (خت سي) : يحيى بن عبد الله بن الضحاك بن بابلت البابلتي ، أبو سعيد الحراني ، مولى بني أمية ، أصله من الري ، وهو ابن امرأة الأوزاعي .

                                                                          [ ص: 410 ] قال محمد بن سعد : كان بابلت من أهل طخارستان من الملوك الكبار .

                                                                          وقال الحاكم أبو أحمد : بابلت قرية بين حران والرقة .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم ، عن أبيه : يحيى بن عبد الله بن الضحاك الحراني البابلتي ، أبو سعيد من بابلت ، وهو رازي .

                                                                          قدم حران ، قيل له : من أين أنت ؟ قال : من الري من موضع يقال له : بابلت : فقيل له : بابلتي ، فغلب عليه .

                                                                          روى عن : إبراهيم بن جريج الرهاوي ، وإبراهيم بن يزيد المكي ، وأبي خلاد أيوب بن نهيك الحلبي ، وصدقة بن عبد الله السمين ، وصفوان بن عمرو السكسكي ، وضرار بن عمرو الملطي وعبد الله بن زياد بن سمعان ، وعبد الله بن المحرر ، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي (خت سي) ، ومالك بن أنس ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب ، وأبي بكر عبد الله بن أبي مريم الغساني ، وأبي جعفر الرازي .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني (سي) ، وإسحاق بن سيار النصيبي ، وإسماعيل بن عبد الله الأصبهاني سمويه ، وإسماعيل بن يعقوب الصبيحي الحراني ، وحفص بن عمر بن الصباح الرقي المعروف بسنجة ، وسلمة بن شبيب النيسابوري ، وأبو داود سليمان بن سيف الحراني ، وربيبه أبو شعيب عبد الله بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني ، وفهد بن سليمان النحاس المصري ، وأبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي ، ومحمد بن أحمد بن راشد الصوري ، ومحمد بن يحيى بن محمد [ ص: 411 ] ابن كثير الحراني .

                                                                          قال : البخاري قال : أحمد بن حنبل : أما السماع فلا يدفع .

                                                                          وقال أبو حاتم الرازي : سمعت النفيلي يحمل عليه ، وقال : كتبت عنه ؟ فقلت : لا ، وأوهمته أني لم أكتب عنه من أجل ضعفه ، وإنما قدمت حران وقد كان توفي .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سألت أبا زرعة عنه ، فقال : لا أحدث عنه ، ولم يقرأ علينا حديثه .

                                                                          وقال أبو حاتم بن حبان : يأتي عن الثقات بأشياء معضلات يهم فيها فهو ساقط الاحتجاج فيما انفرد به .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي : سمعت أحمد بن علي المطيري يقول : أظنه حكاه عن عبد الله بن أحمد الدورقي ، قال : قدم يحيى بن معين حران فطمع البابلتي أن يجيئه فوجه إليه بصرة فيها مائة دينار ، وطعام طيب فرد الصرة ، وقبل الطعام. فقيل ليحيى يوم رحل : ما تقول في البابلتي ؟ فقال : والله إن صلته حسنة ، وطعامه طيب إلا أنه لم يسمع - والله - من الأوزاعي شيئا .

                                                                          قال ابن عدي : وليحيى البابلتي عن الأوزاعي أحاديث [ ص: 412 ] صالحة ، وفي تلك الأحاديث أحاديث تفرد بها عن الأوزاعي ، ويروي عن غير الأوزاعي من المشهورين والمجهولين ، وأثر الضعف على حديثه بين .

                                                                          وقال أبو بكر ابن المقرئ : حدثنا سلامة بن محمود العسقلاني ، قال : حدثنا فهد بن سليمان ، قال : سمعت يحيى بن عبد الله البابلتي ، يقول : لقيت الأوزاعي سنة ست وستين ومائة .

                                                                          قال الحافظ أبو القاسم : لا إخال هذا التاريخ محفوظا ، فإن الأوزاعي مات سنة سبع وخمسين ومائة ، فإن كان محفوظا من قول البابلتي فيدل على أنه لم يلق الأوزاعي ولم يسمع منه ، ويشهد لقول يحيى بن معين بالصحة أنه لم يسمع من الأوزاعي شيئا .

                                                                          وقال الهيثم بن خلف الدوري : كان البابلتي زوج أم أبي شعيب الحراني ، وكان الأوزاعي زوج أم البابلتي .

                                                                          قال أبو عروبة الحراني ، عن محمد بن يحيى بن كثير الحراني : إنه مات سنة ثماني عشرة ومائتين .

                                                                          وكذلك قال أبو بكر أحمد بن كامل القاضي وزاد : وهو ابن سبعين سنة .

                                                                          استشهد به البخاري ، وروى له النسائي في " اليوم والليلة " حديثا واحدا ، وقد وقع لنا عنه عاليا جدا .

                                                                          أخبرنا به أبو الحسن ابن البخاري ، وأحمد بن شيبان ، وإسماعيل بن أبي عبد الله ، وزينب بنت مكي ، قالوا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، قال : [ ص: 413 ] أخبرنا أبو طالب بن غيلان ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ، قال : حدثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني ، قال : وجدت في كتابي عن البابلتي ، يعني يحيى بن عبد الله عن الأوزاعي ، عن محمد بن الوليد ، عن نافع أن القاسم أخبره عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال : اللهم اجعله صيبا هنيا . رواه عن الجوزجاني عنه ؛ فوقع لنا بدلا عاليا بدرجتين .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية