الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          6737 - ( ع) : الوليد بن مسلم القرشي ، أبو العباس الدمشقي ، مولى بني أمية ، وقيل : مولى العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي .

                                                                          روى عن : إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة (د) ، وإسحاق بن عبيد الله بن أبي مليكة (ق) ، وأبي رافع إسماعيل بن رافع المدني ، والبختري بن عبيد (ق) ، وبكر بن مضر المصري (م) ، وبكير بن معروف الدامغاني (مد) ، وتميم بن عطية العنسي [ ص: 87 ] الداراني ، وأبي سلمة ثابت بن سرح الدوسي ، وثور بن يزيد الرحبي (خ د ت ق) ، والحارث بن عبيد الله الأنصاري (بخ) ، وحريز عثمان (د س ق) ، وحسان بن عطية (د) ، وأبي معيد حفص بن غيلان (س) ، والحكم بن مصعب المخزومي (د سي ق) ، وحنظلة بن أبي سفيان الجمحي (س ق) ، وخالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المري (مد ق) ، وخالد بن يزيد بن أبي مالك ، وروح بن جناح (ت ق) ، وزهير بن محمد التميمي (د ت ق) ، وزيد بن واقد (ي) ، وسعيد بن بشير (د ت ق) ، وأبي مهدي سعيد بن سنان الحمصي (ق) ، وسعيد بن عبد العزيز (م د) ، وسفيان الثوري (سي) ، وسليمان بن موسى الزهري ، وشبيب بن شيبة الشامي (د) إن كان محفوظا ، وشعيب بن أبي حمزة (د ت) ، وشيبان بن عبد الرحمن النحوي (م د) ، وشيبة بن الأحنف الأوزاعي (ق) ، وأبي المعلى صخر بن جندل البيروتي القاضي ، وصدقة بن عبد الله السمين (ق) ، وصدقة بن يزيد ، وصفوان بن عمرو (م د ت) ، وعبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر (قد) ، وعبد الله بن العلاء بن زبر (خ د س ق) ، وعبد الله بن لهيعة (ت ق) ، وعبد الله بن المؤمل (ق) ، وأخيه عبد الجبار بن مسلم ، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان (عخ د ق) ، وعبد الرحمن بن حسان الكناني ، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ، وعبد الرحمن بن ميسرة الكلبي ، وعبد الرحمن بن نمر اليحصبي (خ م د س) ، وعبد الرحمن بن يزيد بن تميم ، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر (ع) ، وعبد الرزاق بن [ ص: 88 ] عمر الثقفي ، وعبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر ، وعبد العزيز بن أبي رواد ، وعبد القدوس بن حبيب الشامي ، وعبد الملك بن جريج (ع) ، وعثمان بن أبي العاتكة (د ق) ، وعثمان بن عبد الرحمن بن حصن بن عبيدة بن علاق ، وعثمان بن عطاء الخراساني (ق) ، وعفير بن معدان (ت ق) ، وعلي بن حوشب الفزاري ، وعمر بن محمد بن زيد العمري (ق) ، وعمر بن محمد بن عبد الله الشعيثي (قد) ، وعنبسة بن عبد الرحمن القرشي (ق) ، وعيسى بن أيوب القيني الأزدي (د) ، وعيسى بن عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة (د ق) ، وعيسى بن موسى القرشي (عخ د سي) ، وعيسى بن يونس ، والقاسم بن هزان ، وكلثوم بن زياد المحاربي ، والليث بن سعد ، ومالك بن أنس ، والمثنى بن الصباح (ت) ، ومحمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام (ق) ، ومحمد بن راشد المكحولي ، ومحمد بن السائب النكري (مد) ، ومحمد بن عبد الله الشعيثي (د س) ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب (م ق) ، ومحمد بن عجلان (ق) ، وأبي غسان محمد بن مطرف المدني (م) ، ومحمد بن مهاجر الشامي (م ق) ، ومرزوق بن أبي الهذيل (صد ق) ، ومروان بن جناح (د ق) ، ومعان بن رفاعة السلامي ، ومعاوية بن سلام بن أبي سلام (د) ، ومعاوية بن يحيى الأطرابلسي ، ومعاوية بن يحيى الصدفي (ت) ، ومعروف أبي الخطاب الخياط ، والمفضل بن فضالة المصري (س) ، ومنير بن الزبير ، وموسى بن أيوب الغافقي المصري ، وهشام بن حسان (ق) ، وهشام بن الغاز (د) ، والهيثم بن حميد الغساني ، ووحشي بن حرب بن وحشي بن حرب (د ق) ، والوضين بن عطاء (مد) ، [ ص: 89 ] والوليد بن سليمان بن أبي السائب (مد ق) ، والوليد بن عتبة الكوفي ، والوليد بن محمد الموقري ، والوليد بن نمير بن أوس الأشعري (بخ) ، ويحيى بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر ، ويحيى بن الحارث الذماري (د ق) ، وأبي شيبة يحيى بن عبد الرحمن المصري (ق) ، ويحيى بن عبد العزيز الأردني الشامي ، ويحيى بن عبد العزيز الأردني اليمامي ، ويزيد بن ربيعة الصنعاني ، ويزيد بن أبي مريم الشامي (خ ت س) ، ويزيد بن يوسف الصنعاني ، وأبي إسحاق الفزاري ، وأبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم (ت ق) .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن أيوب الحوراني ، وإبراهيم بن العلاء الزبيدي (د) ، وإبراهيم بن المنذر الحزامي (خ) ، وإبراهيم بن موسى الرازي (خ م د ت) ، وأحمد بن حنبل (د) ، وأحمد بن عبد الله الغداني ، وأحمد بن عبد الرحمن بن بكار البسري (ت ق) ، وأبو عبد الرحمن أحمد بن يحيى بن عبد العزيز الشافعي المتكلم ، وإسحاق بن أبي إسرائيل ، وإسحاق بن راهويه (خ م) ، وإسحاق بن موسى الأنصاري ، (م ت س ق) ، وبقية بن الوليد ، وهو من أقرانه ، والجارود بن معاذ الترمذي (سي) ، وحجاج بن الريان ، وأبو عمار الحسين بن حريث (ت س) ، والحكم بن المبارك (بخ ت) ، وداود بن رشيد (خ م د ق) ، وراشد بن سعيد الرملي (ق) ، وأبو توبة الربيع بن نافع الحلبي (د) ، وأبو خيثمة زهير بن حرب (م) ، وسليمان بن عبد الرحمن (خ ت س) ، وسويد بن سعيد ، وصدقة بن الفضل المروزي (خ) ، وصفوان بن صالح المؤذن (د ت س) ، وضمرة بن ربيعة ، والعباس بن عثمان المعلم (ق) ، وعبد الله بن [ ص: 90 ] أحمد بن ذكوان المقرئ (ق) ، وعبد الله بن الزبير الحميدي (خ) ، وعبد الله بن محمد الرملي (مد) ، وعبد الله بن وهب المصري ، وهو من أقرانه ، وعبد الله بن يوسف التنيسي (د) ، وعبد الحميد بن بكار البيروتي (مد) ، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم (خ د س) ، وأبو سليم عبد الرحمن بن الضحاك البعلبكي ، وعبد الرحمن بن واقد الواقدي ، وعبد الوهاب بن نجدة الحوطي ، وأبو قدامة عبيد الله بن سعيد السرخسي (م) ، وعثمان بن إسماعيل الهذلي ، وعلي بن حجر السعدي ، وعلي بن سهل الرملي ، وعلي بن محمد الطنافسي (ق) ، وعلي ابن المديني (خ) ، وعمرو بن حفص بن شليلة ، وعمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي (د س) ، وعمرو بن قتيبة (س) ، وعمرو بن محمد بن عمرو بن ربيعة بن الغاز الجرشي ، وعياش بن الوليد الرقام (خ) ، وعيسى بن مساور (س) ، وغياث بن جعفر الرحبي (ق) ، وقتيبة بن سعيد البلخي (ت) ، وكثير بن عبيد المذحجي (د) ، والليث بن سعد ، وهو من شيوخه ، ومجاهد بن موسى (ق) ، وأبو بكر محمد بن خلاد الباهلي (م) ، ومحمد بن شعيب بن شابور ، ومحمد بن الصباح الدولابي (د) ، ومحمد بن الصباح الجرجرائي (د ق) ، وأبو يعلى محمد بن الصلت التوزي (خ) ، ومحمد بن عائذ الدمشقي (د) ، ومحمد بن عبد الله بن بكار البسري ، ومحمد بن عبد الله بن ميمون الإسكندراني (د س) ، وأبو أحمد محمد بن عبد الله الرملي (قد) ، ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي (م) ، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة المروزي (ت) ، ومحمد بن عبد العزيز الرملي (بخ) ، ومحمد بن المبارك الصوري ، وأبو موسى محمد بن [ ص: 91 ] المثنى (خ م د س) ، ومحمد بن مصفى الحمصي (د س ق) ، ومحمد بن مهران الجمال الرازي (خ م د) ، ومحمد بن هاشم البعلبكي (س) ، ومحمد بن وزير الدمشقي (د) ، ومحمد بن وهب بن عطية (ق) ، ومحمد بن يزيد الكوفي (خ) ، ومحمود بن خالد السلمي (د س ق) ، ومحمود بن غيلان المروزي ، وموسى بن أيوب النصيبي (د س) ، وأبو موسى محمد بن المثنى ، وأبو عامر موسى بن عامر المري (د) ، وموسى بن مروان الرقي (د) ، وموسى بن هارون البردي (خ مد) ، ومؤمل بن الفضل الحراني (د س) ، ونصر بن عاصم الأنطاكي ، ونعيم بن حماد ، وهارون بن معروف (م) ، وهشام بن إسماعيل العطار ، وهشام بن خالد الأزرق ، وهشام بن عمار (د ت ق) ، وأبو همام الوليد بن شجاع السكوني ، والوليد بن عتبة الدمشقي (د) ، ويحيى بن بشر البلخي ، ويحيى بن بشر الحريري ، ويحيى بن موسى .البلخي ، ويزيد بن عبد الله بن زريق القرشي ، ويزيد بن عبد ربه الجرجسي (د) ، ويزيد بن قبيس (د) ، ويعقوب بن حميد بن كاسب (ق) ، ويعقوب بن كعب الحلبي .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الصغير في الطبقة الخامسة ، وذكره في الكبير في الطبقة السادسة ، وقال : كان ثقة كثير الحديث .

                                                                          [ ص: 92 ] وذكره خليفة بن خياط ، وأبو الحسن بن سميع في الطبقة السادسة .

                                                                          وقال أبو زرعة الدمشقي : حدثني حماد كاتب الوليد بن مسلم قال : سمعت الوليد بن مسلم يقول : جالست ابن جابر سبع عشرة سنة .

                                                                          وقال يعقوب بن شيبة السدوسي ، عن أبي العباس بن باذام : كنت مع الوليد بن مسلم في الطواف فقلت له : من هذا الشيخ الذي تحدث عنه بهذا الحديث " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يبول أتى عزازا من الأرض " فقال لي : كنت إذا أردت أن آتي الشيخ أسمع منه شيئا سألت عنه قبل أن آتيه الأوزاعي ، وسعيد بن عبد العزيز ، فإذا أمراني به أتيته .

                                                                          وقال الفضل بن زياد : قال أحمد بن حنبل : ليس أحد أروى لحديث الشاميين من إسماعيل بن عياش ، والوليد بن مسلم .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : ما رأيت من الشاميين أعقل من الوليد بن مسلم .

                                                                          وقال إبراهيم بن المنذر الحزامي : قدمت البصرة ، فجاءني علي ابن المديني فقال : أول شيء أطلب أخرج إلي حديث الوليد بن مسلم . فقلت : يا ابن أم ، سبحان الله ، وأين سماعي من سماعك ، فجعلت آبى ويلح ، فقلت : أخبرني إلحاحك هذا ما هو ؟ قال : أخبرك الوليد رجل الشام ، وعنده علم كثير ، ولم أستمكن [ ص: 93 ] منه ، وقد حدثكم بالمدينة في المواسم ، وتقع عندكم الفوائد لأن الحجاج يجتمعون بالمدينة من آفاق شتى ، فيكون مع هذا بعض فوائده ، ومع هذا بعض قال : فأخرجت إليه فتعجب من فوائده ، وجعل يقول : كان يكتب على الوجه .

                                                                          وقال عبد الله بن علي ابن المديني ، عن أبيه : حدثنا عبد الرحمن بن المهدي ، عن الوليد بن مسلم ، ثم سمعت من الوليد . قال علي : وما رأيت من الشاميين مثله ، وقد أغرب الوليد أحاديث صحيحة لم يشركه فيها أحد .

                                                                          وقال أحمد بن أبي الحواري : قال لي مروان بن محمد : إذا كتبت حديث الأوزاعي ، عن الوليد بن مسلم فما تبالي من فاتك .

                                                                          وقال عباس بن الوليد الخلال : قال لي مروان بن محمد : كان الوليد بن مسلم عالما بحديث الأوزاعي .

                                                                          وقال أبو زرعة الدمشقي : قال لي أحمد بن حنبل : كان عندكم ثلاثة أصحاب حديث : مروان بن محمد ، والوليد ، وأبو مسهر .

                                                                          وقال أحمد بن أبي الحواري أيضا : سمعت أبا مسهر قال : رحم الله أبا العباس ، يعني الوليد بن مسلم ، كان معنيا بالعلم .

                                                                          [ ص: 94 ] وقال يعقوب بن سفيان الفارسي : كنت أسمع أصحابنا يقولون : علم الشام عند إسماعيل بن عياش ، والوليد بن مسلم ، فأما الوليد فمضى على سنته محمودا عند أهل العلم ، متقنا صحيحا ، صحيح العلم .

                                                                          وقال أبو زرعة الدمشقي أيضا : سألت أبا مسهر ، عن الوليد بن مسلم فقال : كان من ثقات أصحابنا ، وفي رواية : من حفاظ أصحابنا .

                                                                          وقال العجلي ، ويعقوب بن شيبة : الوليد بن مسلم : ثقة .

                                                                          وقال محمد بن إبراهيم الأصبهاني : قلت لأبي حاتم : ما تقول في الوليد بن مسلم ؟ قال : صالح الحديث .

                                                                          وقال أحمد بن محمد بن سليمان : رأيت أبا زرعة يعني الرازي يفقه الوليد ، فقيل له : الوليد أفقه أم وكيع ؟ فقال : الوليد بأمر المغازي ، ووكيع بحديث العراقيين .

                                                                          وقال أبو سليمان بن زبر : سمعت ابن جوصاء يقول : لم نزل نسمع أنه من كتب مصنفات الوليد بن مسلم صلح أن يلي القضاء . قال : ومصنفات الوليد سبعون كتابا .

                                                                          وقال أبو الحسن أحمد بن أنس بن مالك المقرئ عن [ ص: 95 ] الوليد بن عتبة ، والعباس بن الوليد الخلال : لما أخذ الوليد بن مسلم في التصنيف أتاه شيخ من شيوخ المسجد فقال : يا فتى خذ فيما أنت فيه فإني رأيت كأن قناديل مسجد الجامع قد طفيت فجئت أنت فأسرجتها .

                                                                          وقال أحمد بن سيار المروزي : سمعت صالح بن سفيان يقول : قدم الوليد بن مسلم ، ووكيع بمكة قال : فرجعنا من عنده إلى وكيع فقال : ما يحدثكم أبو العباس ؟ قال : فذكرنا له إلى أن قلنا له : حدثنا عن الأوزاعي ، عن حماد : أنه كره التيمم بالرخام ، قال : فاستحسن ذلك ، وقال : أين نزل ، فسار إليه مع نفر من إخوانه ، فجعل يقول لهم : أي شيء تفيدون عن أبي العباس ، هاتوا اذكروا شيئا ، قال : فلم يصادف إنسانا يعلم ، قال : فقام ليذهب فقام الوليد ليودعه ، فقال له وكيع : كان حماد حسن المسائل حدثنا الثوري عن حماد بكذا ، وحدثنا الثوري عن حماد بكذا فقال له الوليد : حدثنا الأوزاعي عن حماد أنه كره التيمم بالرخام . فلما سمع لم يدعه يمشي معه ، ودعا له ، ورده .

                                                                          وقال صدقة بن الفضل المروزي حج الوليد بن مسلم ، وأنا بمكة فما رأيت رجلا أحفظ للحديث الطويل ، وأحاديث الملاحم منه ، وكان أصحابنا في ذلك الوقت يكتبون ، ويطلبون الآراء ، فجعلوا يسألون الوليد عن الرأي ، ولم يكن يحفظ ثم حج ، وأنا بمكة ، وإذا هو قد حفظ الأبواب ، وإذا الرجل حافظ متقن قد حفظ .

                                                                          قال : وكان نعيم بن حماد أنكر طلب الآراء ، وتركهم الإسناد [ ص: 96 ] والأحاديث العالية ، قال : فجعل أصحاب الحديث يسألونه عن الإسناد والأحاديث العالية ، فقال : ما أعجب أمركم كلما سألتمونا عن نوع من العلم فنظرنا فيه نقلتمونا إلى غيره ، إن بقينا وحججنا آتيناكم من هذا ما يكون مثل هذا ونحوه . قال : فصدرنا ، ومات رحمه الله قبل أن يصير إلى دمشق .

                                                                          وقال الحميدي : قال لنا الوليد بن مسلم : إن تركتموني حدثتكم عن ثقات شيوخنا ، وإن أبيتم فاسألوا نحدثكم بما تسألون .

                                                                          وقال دحيم : حدثنا الوليد قال : كان الأوزاعي إذا حدثنا يقول : حدثني يحيى ، قال : حدثنا فلان ، قال : حدثنا فلان حتى ينتهي ، قال الوليد : فربما حدثت كما حدثني ، وربما قلت : عن عن عن ، وتحققنا من الأخبار .

                                                                          وقال أبو بكر الإسماعيلي : سمعت من يحكي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أحمد ، وسئل عن الوليد بن مسلم ، فقال : كان رفاعا .

                                                                          وقال أبو بكر المروذي ، قلت لأحمد بن حنبل في الوليد قال : هو كثير الخطأ .

                                                                          وقال حنبل بن إسحاق ، سمعت يحيى بن معين يقول : قال أبو مسهر : كان الوليد يأخذ من ابن أبي السفر حديث الأوزاعي ، [ ص: 97 ] وكان ابن أبي السفر كذابا ، وهو يقول فيها قال : الأوزاعي .

                                                                          وقال مؤمل بن إهاب ، عن أبي مسهر : كان الوليد بن مسلم يحدث بأحاديث الأوزاعي عن الكذابين ثم يدلسها عنهم .

                                                                          وقال صالح بن محمد الأسدي الحافظ : سمعت الهيثم بن خارجة يقول : قلت للوليد بن مسلم : قد أفسدت حديث الأوزاعي قال : كيف ؟ قلت : تروي عن الأوزاعي ، عن نافع ، وعن الأوزاعي ، عن الزهري ، وعن الأوزاعي عن يحيى بن سعيد ، وغيرك يدخل بين الأوزاعي ، وبين نافع عبد الله بن عامر الأسلمي ، وبينه وبين الزهري إبراهيم بن مرة ، وقرة وغيرهما ، فما يحملك على هذا ؟ قال : أنبل الأوزاعي أن يروي عن مثل هؤلاء . قلت : فإذا روى الأوزاعي عن هؤلاء - وهؤلاء ضعفاء - أحاديث مناكير فأسقطتهم أنت ، وصيرتها من رواية الأوزاعي عن الثقات ضعف الأوزاعي . فلم يلتفت إلى قولي .

                                                                          وقال أبو الحسن الدارقطني : الوليد بن مسلم يرسل يروي عن الأوزاعي أحاديث عند الأوزاعي عن شيوخ ضعفاء ، عن شيوخ قد أدركهم الأوزاعي مثل نافع ، وعطاء ، والزهري ، فيسقط أسماء الضعفاء ويجعلها عن الأوزاعي عن نافع ، وعن الأوزاعي عن عطاء ، والزهري يعني مثل : عبد الله بن عامر الأسلمي ، [ ص: 98 ] وإسماعيل بن مسلم .

                                                                          وقال محمد بن يحيى السماقي ، عن أحمد بن أبي الحواري : حدثنا الوليد بن مسلم ، وقال لنا : لا تأخذوا العلم من الصحفيين ، ولا تقرؤوا القرآن على الصحفيين إلا ممن سمعه من الرجال ، وقرأه على الرجال .

                                                                          قال دحيم ، والوليد بن عتبة ، عن ابن بنت الوليد بن مسلم : ولد الوليد بن مسلم سنة تسع عشرة ومائة .

                                                                          وقال البخاري ، عن إبراهيم بن المنذر الحزامي : قال لي حرملة بن عبد العزيز يعني : ابن الربيع بن سبرة الجهني : نزل علي الوليد بن مسلم قافلا من الحج ، فمات عندي بذي المروة .

                                                                          وقال صفوان بن صالح ، وعمرو بن علي ، وأبو موسى محمد بن المثنى ، وخليفة بن خياط : مات سنة أربع وتسعين ومائة .

                                                                          وقال محمد بن سعد ، ويعقوب بن شيبة ، وغير واحد : حج سنة أربع وتسعين ومائة ، ومات بعد انصرافه من الحج قبل أن يصل إلى دمشق . وقيل : إنه جاور بمكة ، ومات بها .

                                                                          وقال هشام بن عمار ودحيم ، ومحمد بن مصفى ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ، وأبو زرعة الدمشقي ، والحسن بن محمد بن بكار بن بلال ، ومحمد بن عبد الله الحضرمي ، والبخاري ، وأبو داود ، والترمذي : مات سنة خمس وتسعين ومائة .

                                                                          زاد دحيم ، وغير واحد منهم : في المحرم .

                                                                          وزاد الحضرمي : وهو ابن ثلاث وسبعين .

                                                                          [ ص: 99 ] وقال معاوية بن صالح الأشعري : مات سنة ست وتسعين ومائة ، ولم يتابعه على هذا القول أحد ، والله أعلم .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية