الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          6836 - (ع) : يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار ويقال : يحيى بن سعيد بن قيس بن قهد الأنصاري النجاري ، أبو سعيد المدني قاضي المدينة .

                                                                          [ ص: 347 ] أقدمه أبو جعفر المنصور العراق ، وولاه القضاء بالهاشمية .

                                                                          وقيل : إنه تولى القضاء ببغداد .

                                                                          قال الحافظ أبو بكر الخطيب : وليس ذلك بثابت عندي ، وإنما وليه بالهاشمية قبل أن يبني بغداد والله أعلم .

                                                                          وقال البخاري : وقال بعضهم : قيس بن قهد . ولا يصح .

                                                                          روى عن : إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة (س) ، وأنس بن مالك (خ م ت س ق) ، وبشير بن نهيك (س) ، وبشير بن يسار (ع) ، وثعلبة بن أبي مالك القرظي ، وجعفر بن عبد الله بن الحكم الأنصاري (م) ، وجعفر بن محمد الصادق (م س) ، وحفص بن عبيد الله بن أنس بن مالك (خ) ، وحميد بن نافع (م س ق) ، وحميد الطويل (خ س) وهو من أقرانه ، وحنظلة بن قيس الزرقي (خ م س ق) ، وخالد بن أبي عمران (د) ، وذكوان أبي صالح السمان (م س) ، وربيعة بن أبي عبد الرحمن (س ق) ، وزرارة (سي) ، وقيل : محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة (سي) ، وسالم بن عبد الله بن عمر ، والسائب بن يزيد (ق) ، وسعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف (خ م س ق) ، وسعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة (س) ، وسعيد بن أبي سعيد المقبري (م) وسعيد بن المسيب (م ق) ، وأبي الحباب سعيد بن يسار (خ م س) ، وسليمان بن يسار (م) ، وسهيل بن أبي صالح (م) ، [ ص: 348 ] وطلحة بن مصرف الكوفي (س) ، وعباد بن تميم الأنصاري (ق) ، وعبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت (خ م س ق) ، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم ، وعبد الله بن دينار (ت) ، وعبد الله بن أبي سلمة الماجشون (م د س) ، وعبد الله بن عامر بن ربيعة (خ م ت س) ، وأبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم الأنصاري (ق) ، وعبد الله بن المغيرة بن أبي بردة الكناني ، وعبد الحميد بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب (د) ، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة (ق) ، وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق (خ م س) ، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج (م ت ق) ، وعبد الرحمن بن وعلة المصري (م) ، وعبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام (س) ، وقيل : بينهما عراك بن مالك (س) ، وعبيد الله بن زحر الإفريقي (4) ، وعبيد بن حنين (خ م) ، وعدي بن ثابت (خ م ت س ق) ، وعراك بن مالك (س) ، وعروة بن الزبير ، وعكرمة مولى ابن عباس ، وعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (مد) ، وعمر بن ثابت الأنصاري (س) ، وعمر بن كثير بن أفلح (م) ، وعمر بن نافع مولى ابن عمر (س) ، وعمرو بن شعيب (د س) ، وعمرو بن يحيى بن عمارة (خ م س) ، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق (خ س) ، ومحمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي (ع) ، ومحمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف (س) ، ومحمد بن سعيد بن المسيب (ل) ، وأبي الرجال محمد بن عبد الرحمن الأنصاري (خ م) ، ومحمد بن عبد الرحمن الأنصاري ابن أخي عمرة (خ د س) ، ومحمد بن عمرو بن علي بن أبي طالب (ت) ، ومحمد [ ص: 349 ] ابن مسلم بن شهاب الزهري (خ س) ، ومحمد بن المنكدر (س) ، ومحمد بن يحيى بن حبان (ع) ، ومسلم بن أبي مريم (م س) ، ومعاذ بن رفاعة بن رافع الزرقي (خ س) ، وموسى بن عقبة (خ م س) ، ونافع مولى ابن عمر (خ م د ت س) ، والنعمان بن أبي عياش الزرقي (خ م س) ، والنعمان بن مرة الزرقي (صد) ، وهشام بن عروة ، وواقد بن عمرو بن سعد بن معاذ (م د ت س) ، ويزيد بن نعيم بن هزال الأسلمي (س) ، ويزيد مولى المنبعث (خ م د س) ، ويوسف بن مسعود بن الحكم الزرقي (س) ، وأبي أمامة بن سهل بن حنيف (م 4) ، وأبي بكر محمد بن عمرو بن حزم (ع) ، وأبي الزبير المكي (م س) ، وأبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف (خ م د س .ق) ، وعمرة بنت عبد الرحمن (ع) .

                                                                          روى عنه : أبان بن يزيد العطار (س) ، وإبراهيم بن أدهم ، وإبراهيم بن صرمة الأنصاري ، وإبراهيم بن طهمان (س) ، والأبيض بن الأغر بن الصباح المنقري ، وأسد بن عمرو البجلي القاضي ، وإسماعيل ابن علية (س) ، وإسماعيل بن عياش ، وإسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت ، وبحر بن كنيز السقاء ، وبشر بن المفضل (خ م) ، وتليد بن سليمان الكوفي ، وثبيت بن كثير الضبي البصري ، وثور بن يزيد الحمصي ، وجارية بن هرم الفقيمي ، وجرير بن حازم (س) ، وجرير بن عبد الحميد (م) ، وجعفر بن عون (س) ، وأبو أسامة حماد بن أسامة ، وحماد بن زيد ، وحماد بن سلمة ، وحميد الطويل ، وخالد بن عبد الله الواسطي ، والخصيب بن جحدر ، وداود بن عبد الرحمن العطار ، وذواد بن علبة الحارثي ، والرحيل بن معاوية الجعفي ، وزائدة بن [ ص: 350 ] أبي قدامة ، وزفر بن الهذيل ، وزهير بن معاوية الجعفي (خ م) ، وزيد بن أبي أنيسة ، وسالم بن غيلان التجيبي ، وسعيد بن أبي عروبة (س) ، وسعيد بن محمد الوراق (ت) ، وسعيد بن أبي هلال (س) ، وسفيان الثوري (م) ، وسفيان بن عيينة (خ م س ق) ، وسليمان بن بلال (ع) ، وسليمان بن كثير العبدي (د) ، وأبو بدر شجاع بن الوليد ، وشرقي بن قطامي العائذي ، وشريك بن عبد الله النخعي ، وشعبة بن الحجاج (ت) ، وصالح بن بيان السيرافي ، وصدقة بن عبد الله السمين ، وطلحة بن مصرف الكوفي (س) ، وعاصم بن سويد القبائي (س) ، وعبد الله بن إدريس الأودي (م س) ، وعبد الله بن المبارك (خ م س) ، وعبد الله بن نمير (م) ، وعبد الجبار بن عمر الأيلي (ق) ، وعبد الجليل بن حميد اليحصبي المصري ، وعبد الرحمن بن أبي الرجال (س) ، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي (م س) ، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي ، وعبد السلام بن حرب الملائي (ت س) ، وعبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون ، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي (م) ، وعبد العزيز بن مسلم القسملي (م) ، وعبد الملك بن جريج (م) ، وعبد الوهاب الثقفي (خ م) ، وعبدة بن سليمان (خ م) ، وعبيدة بن حميد (س) ، وعثمان بن الحكم الجذامي (د) ، وعلي بن مسهر قاضي الموصل (خ) ، وعمرو بن الحارث المصري (م س) ، وعمران بن حدير (س) ، وعيسى بن يونس (م) ، وفرج بن فضالة (ت) ، وفليح بن سليمان (خ) ، والقاسم بن معن المسعودي ، والليث بن سعد (خ م ت س) ، ومالك بن أنس (خ م د ت س) ، ومحمد بن إسحاق بن يسار (م) ، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير [ ص: 351 ] (خ) ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب ، ومحمد بن عجلان (س) ، ومحمد بن فضيل بن غزوان (خ س) ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، وهو من شيوخه ، ومروان بن معاوية الفزاري (م) ، ومعاوية بن صالح الحضرمي (م تم س) ، والنضر بن كثير السعدي ، وهشام بن عروة ، وهو من أقرانه ، وهشيم بن بشير (م د س) ، ووهيب بن خالد (س) ، ويحيى بن أيوب المصري (م د س) ، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة (م س ق) ، ويحيى بن سعيد الأموي (م س) ، ويحيى بن سعيد القطان (خ م س) ، وأبو عقيل يحيى بن المتوكل (مق) ، ويزيد بن عبد الله بن الهاد (م سي) ، ومات قبله ، ويزيد بن هارون (خ م س ق) ، ويعلى بن عبيد الطنافسي (د س ق) ، وأبو إسحاق الفزاري ، وأبو أويس المدني ، وأبو خالد الأحمر (م) ، وأبو شهاب الحناط (د س) ، وأبو معاوية الضرير (م د ت) .

                                                                          قال البخاري عن علي ابن المديني : له نحو ثلاث مائة حديث .

                                                                          وذكره محمد بن سعد في " الصغير " في الطبقة الرابعة ، وفي " الكبير " في الطبقة الخامسة ، وقال : أمه أم ولد ، وكان ثقة ، كثير الحديث حجة ، ثبتا .

                                                                          [ ص: 352 ] وقال سعيد بن داود الزنبري ، عن مالك بن أنس : سمعت يحيى بن سعيد يقول : وددت أني كتبت كل ما كنت أسمع ، وكان ذلك أحب إلي من أن يكون لي مثل ما لي .

                                                                          وقال يحيى بن المغيرة الرازي ، عن جرير بن عبد الحميد : لم أر من المحدثين إنسانا كان أنبل عندي من يحيى بن سعيد الأنصاري .

                                                                          وقال الحسن بن عيسى ، عن جرير بن عبد الحميد : سألت يحيى بن سعيد الأنصاري ، وما رأيت شيخا أنبل منه ، قلت له : من أدركت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين ما كان قولهم في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ؟ قال : من أدركت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لم يختلفوا في أبي بكر وعمر وفضلهما ، إنما كان الاختلاف في علي وعثمان .

                                                                          وقال سليمان بن حرب ، عن حماد بن زيد : قدم أيوب مرة من المدينة فقيل له : يا أبا بكر من تركت بالمدينة ؟ قال : ما تركت بها أحدا أفقه من يحيى بن سعيد .

                                                                          وقال الليث بن سعد ، عن سعيد بن عبد الرحمن الجمحي : ما رأيت أحدا أقرب شبها بابن شهاب من يحيى بن سعيد الأنصاري ولولاهما لذهب كثير من السنن .

                                                                          [ ص: 353 ] وقال أبو الحسن بن البراء ، عن علي ابن المديني : لم يكن بالمدينة بعد كبار التابعين أعلم من ابن شهاب يحيى بن سعيد الأنصاري وأبي الزناد ، وبكير بن عبد الله بن الأشج .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سئل أبي عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ويحيى بن سعيد ، فقال : يحيى يوازي الزهري .

                                                                          وقال يحيى بن سعيد القطان ، عن سفيان الثوري : كان يحيى بن سعيد الأنصاري أجل عند أهل المدينة من الزهري .

                                                                          وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : حدثنا عبد الله بن صالح في رسالة الليث بن سعد إلى مالك بن أنس ، قال : والذي حدثنا يحيى بن سعيد ولم يكن بدون أفاضل العلماء في زمانه ، فرحمه الله وغفر له وجعل الجنة مصيره .

                                                                          وقال يحيى بن بكير ، عن الليث بن سعد : كنت عند ربيعة فجاءه رجل فقال : يا أبا عثمان إني رجل من أهل إفريقية أمروني أن أسألك وأسأل يحيى بن سعيد وأبا الزناد . قال : وإذا يحيى بن سعيد خارج من خوخة عمر ، فقال : هذا يحيى بن سعيد فدونك فسله عما شئت .

                                                                          وقال أيضا عن الليث ، عن عبيد الله بن عمر : كان يحيى بن سعيد يحدثنا فيسح علينا مثل اللؤلؤ - قال : ويشير عبيد الله بن عمر بيديه إحداهما على الأخرى - قال عبيد الله : فإذا طلع [ ص: 354 ] ربيعة قطع يحيى حديثه إجلالا لربيعة وإعظاما له . قال عبيد الله : وتلا يحيى بن سعيد هذه الآية يوما : وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم فقال حمل بن نباتة العراقي : يا أبا سعيد أرأيت السحر من خزائن الله التي تنزل ؟ فقال يحيى : مه ، ما هذا من مسائل المسلمين ، وأفحم القوم . فقال عبيد الله بن أبي حبيبة : إن أبا سعيد ليس من أصحاب الخصومة ، إنما هو إمام من أئمة المسلمين ، ولكن علي فأقبل ، أما أنا فأقول : إن السحر لا يضر إلا بإذن الله ، فتقول أنت غير ذلك ؟ فسكت ، فلم يقل شيئا . قال عبيد الله : فكأنما كان علينا جبل فوضع عنا .

                                                                          وقال سعيد بن أبي مريم ، عن يحيى بن أيوب المصري : كان يحيى بن سعيد يحدثني بالحديث كأنه ينثر علي اللؤلؤ .

                                                                          وقال عبد الله بن صالح ، عن الليث بن سعد : إن أول ما أتي يحيى بن سعيد بكتب علمه فعرضت عليه استنكر كثرته لأنه لم يكن له كتاب فكان يجحده حتى قيل له : نعرض عليك ، فما عرفت أجزته وما لم تعرف رددته .قال : فعرفه كله .

                                                                          وقال عبد الله بن المبارك ، عن سفيان الثوري : حفاظ الناس [ ص: 355 ] أربعة : إسماعيل بن أبي خالد ، وعاصم الأحول ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، وعبد الملك بن أبي سليمان .

                                                                          وقال عبد الرزاق ، عن سفيان بن عيينة : كان محدثو الحجاز : ابن شهاب ، ويحيى بن سعيد ، وابن جريج ، يجيئون بالحديث على وجهه .

                                                                          وقال إسماعيل بن إسحاق القاضي : سمعت علي ابن المديني يقول : أصحاب صحة الحديث وثقاته ومن ليس في النفس من حديثهم شيء : أيوب بالبصرة ، ومنصور بالكوفة ، ويحيى بن سعيد بالمدينة ، وعمرو بن دينار بمكة .

                                                                          وقال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي : موازين أصحاب الحديث من الكوفيين والمدنيين : عبد الملك بن أبي سليمان ، وعاصم الأحول ، وعبيد الله بن عمر ، ويحيى بن سعيد الأنصاري .

                                                                          وقال يعقوب بن شيبة ، عن علي ابن المديني : ذكرنا يحيى بن سعيد الأنصاري عند يحيى بن سعيد القطان ، فقال : كان يحيى بن سعيد ، وجعل يعظمه .

                                                                          وقال أبو بكر بن خلاد الباهلي : سمعت يحيى - يعني القطان - لا يقدم على يحيى بن سعيد أحدا من الحجازيين ، فقيل له : الزهري ؟ فقال : الزهري يختلف عنه ويحيى بن سعيد لم يختلف عنه .

                                                                          وقال صالح بن أحمد بن حنبل ، عن علي ابن المديني : سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : حدثني وهيب وكان من أبصر أصحابه بالحديث وبالرجال ، أنه قدم المدينة قال : فلم أر أحدا إلا وأنت تعرف وتنكر غير مالك ، ويحيى بن سعيد .

                                                                          [ ص: 356 ] وقال عارم عن حماد بن زيد : قيل لهشام بن عروة : سمعت أباك يقول : كذا وكذا ؟ قال : لا ، ولكن حدثني العدل الرضى الأمين عدل نفسي عندي : يحيى بن سعيد أنه سمعه من أبي ، وفي رواية أنه سمعه من أبي قال : يقطع الذي يسرق في إباقه .

                                                                          وقال عبد الله بن بشر الطالقاني : سمعت أحمد بن حنبل يقول : يحيى بن سعيد الأنصاري أثبت الناس .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه ، وأبو بكر بن أبي خيثمة عن أبيه ، وعن يحيى بن معين ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم في آخرين : ثقة .

                                                                          وقال العجلي : مدني تابعي ثقة ، وكان له فقه ، وكان رجلا صالحا .

                                                                          وقال عثمان بن سعيد الدارمي قلت ليحيى : فالزهري أحب إليك في سعيد بن المسيب أو قتادة ؟ فقال : كلاهما . قلت : فهما أحب إليك أو يحيى بن سعيد ؟ فقال : كل ثقة .

                                                                          وقال النسائي : ثقة ثبت .

                                                                          وقال في موضع آخر : ثقة مأمون .

                                                                          وقال محمد بن سلام الجمحي عن محمد بن القاسم [ ص: 357 ] الهاشمي : كان يحيى بن سعيد خفيف الحال ، فاستقضاه أبو جعفر ، وارتفع شأنه ، فلم يتغير حاله ، فقيل له في ذلك ، فقال : من كانت نفسه واحدة لم يغيره المال .

                                                                          وقال أحمد بن سعيد الدارمي : سمعت أصحابنا يحكون عن مالك بن أنس ، قال : ما خرج منا أحد إلى العراق إلا تغير غير يحيى بن سعيد ، ولم يرجع على ما كان عليه إلا يحيى بن سعيد .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن القاسم ، عن مالك : حدثني يحيى بن سعيد أنه كان بإفريقية ، قال : فأردت حاجة من حوائج الدنيا . قال : فدعوت فيها ورغبت ونصبت واجتهدت . قال : ثم ندمت بعد ذلك ، فقلت : لو كان دعائي هذا في حاجة من حوائج آخرتي . قال : فشكوت إلى رجل كنت أجالسه ، فقال لي : لا تكره ذلك فإن الله قد بارك لعبد في حاجة قد أذن له فيها بالدعاء .

                                                                          وقال محمد بن سعد ، عن محمد بن عمر : أخبرني سليمان بن بلال ، قال : خرج يحيى بن سعيد إلى إفريقية بمركبين في ميراث له ، وطلب له ربيعة بن أبي عبد الرحمن البريد ، فركبه إلى إفريقية ، فقدم بذلك الميراث وهو خمس مائة دينار ، قال : فأتاه الناس يسلمون عليه ، فأتاه ربيعة فسلم عليه ، فلما أراد ربيعة أن يقوم حبسه ، فلما ذهب الناس أمر بالباب فأغلق ثم دعا بمنطقته ، فصبها بين يدي ربيعة ، وقال : يا أبا عثمان والله الذي لا إله إلا هو ما غيبت منها دينارا إلا شيئا أنفقناه في الطريق . ثم عد خمسين [ ص: 358 ] ومائتين دينارا ، فدفعها إلى ربيعة وأخذ خمسين ومائتين دينارا لنفسه ، قاسمه إياها .

                                                                          وقال أبو أويس ، عن يحيى بن سعيد : صحبت أنس بن مالك إلى الشام .

                                                                          وقال العجلي : كان يحيى بن سعيد قاضيا على الحيرة ، وثم لقيه يزيد بن هارون ، وروى عنه نحوا من مائة حديث وسبعين حديثا .

                                                                          قال يحيى بن سعيد القطان ، وأحمد بن حنبل ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، ومحمد بن سعد ، في آخرين : مات سنة ثلاث وأربعين ومائة .

                                                                          زاد بعضهم : بالهاشمية من الأنبار .

                                                                          وقال الواقدي : في " الطبقات " : مات سنة ثلاث وأربعين ومائة .

                                                                          وقال في غير " الطبقات " : مات سنة أربع وأربعين ومائة .

                                                                          وقال يزيد بن هارون ، وعمرو بن علي : مات سنة أربع وأربعين ومائة .

                                                                          وقال يحيى بن بكير : مات سنة أربع وأربعين ومائة ، وقائل يقول : سنة ست وأربعين ومائة .

                                                                          قال الحافظ أبو بكر الخطيب : حدث عنه ابن شهاب الزهري ، وجعفر بن عون وبين وفاتيهما ثلاث وثمانون سنة .

                                                                          [ ص: 359 ] روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية