الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          6834 - ( ع) : يحيى بن سعيد بن فروخ القطان التميمي ، أبو [ ص: 330 ] سعيد البصري الأحول الحافظ ، يقال : مولى بني تميم ، ويقال : ليس لأحد عليه ولاء .

                                                                          روى عن : أبان بن صمعة (م) ، والأجلح بن عبد الله الكندي (د س) ، وأسامة بن زيد الليثي (س) ، وإسماعيل بن أبي خالد (خ م) ، وأشعث بن عبد الملك (س) ، وبهز بن حكيم (د ت س) ، وثابت بن عمارة (د ت) ، وثور بن يزيد الرحبي (بخ 4) ، وجابر بن صبح (د س) ، وجامع بن مطر (د س) ، وجعفر بن محمد بن علي (د س) ، وجعفر بن ميمون بياع الأنماط (ي د) ، والجعيد بن عبد الرحمن (س) ، وحاتم بن أبي صغيرة (خ م س) ، وحجاج بن أبي عثمان الصواف (م د س ق) ، والحسن بن ذكوان (خ د ت ق) ، وحسين المعلم (خ م د س) ، وحماد بن سلمة (م) ، وأبي صخر حميد بن زياد المدني (م) ، وحميد الطويل (خ م د س) ، وحنظلة بن أبي سفيان الجمحي ، وخالد الحذاء ، وخثيم بن عراك بن مالك (خ س) ، وداود بن قيس الفراء (س) ، وزكريا بن أبي زائدة (د س) ، والسائب بن عمر المخزومي (د س) ، وسعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة (ت س) ، وسعيد بن أبي عروبة (خ م د س) ، وسفيان الثوري (خ م د ت س) ، وسفيان بن عيينة ، وسليم بن حيان (خ د) ، وسليمان الأعمش ، وسليمان التيمي (خ م س) ، وسيف بن سليمان المكي (خ س) ، وشعبة بن الحجاج (ع) ، وصالح بن رستم أبي عامر الخزاز (د) ، وصدقة بن المثنى النخعي (س) ، [ ص: 331 ] وطلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله (م س) ، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند (خ م ت س) ، وعبد الحميد بن جعفر الأنصاري ، (ي م 4) ، وعبد الرحمن بن حرملة (مد س) ، وعبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف (س) ، وعبد الرحمن بن عمار بن أبي ذئب (س) . ، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي (م) ، وعبد العزيز بن أبي رواد (د) ، وعبد الملك بن جريج (خ م د ت س) ، وعبد الملك بن أبي سليمان (بخ م د س) ، وعبد الواحد بن صفوان بن أبي عياش مولى عثمان بن عفان (فق) ، وأبي مالك عبيد الله بن الأخنس (خ د س ق) ، وعبيد الله بن عمر العمري (ع) ، وعثمان بن الأسود (خ م) ، وعثمان بن غياث (خ م د س) ، وعثمان الشحام (س) ، وعطاء بن السائب (د) ، وعكرمة بن عمار اليمامي (ت س) ، وعلي بن المبارك اليمامي (د س) ، وعمر بن سعيد بن أبي حسين المكي (خ) ، وعمر بن نبيه الكعبي (س) ، وعمرو بن عثمان بن عبد الله بن موهب (م س) ، وعمران بن مسلم القصير (خ م س) ، والعوام بن حمزة المازني (ر) ، وعوف الأعرابي (خ 4) ، وعيسى بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب (خ س) ، وفضيل بن عياض (ت س) ، وفضيل بن غزوان (خ ت) ، وفطر بن خليفة (د ت س) ، وأبي روح قدامة بن عبد الله الكوفي (س ق) ، وقرة بن خالد السدوسي (خ م د س ق) ، وكهمس بن الحسن (س) ، ومالك بن أنس (خ) ، ومالك بن مغول (د س) ، والمثنى بن سعيد الضبعي (4) ، وأبي غفار المثنى بن سعيد الطائي (د) ، ومجالد بن سعيد (ت س ق) ، ومحمد بن أبي إسماعيل السلمي (م س) ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب (م س) ، ومحمد [ ص: 332 ] ابن عجلان (ر م د س ق) ، ومحمد بن أبي يحيى الأسلمي (د س) ، ومحمد بن يوسف ابن أخت نمر (م س) ، ومسعر بن كدام (م) ، ومعاوية بن عمرو بن غلاب (م د س) ، ومغيرة بن أبي قرة السدوسي (قد ت) ، والمهلب بن أبي حبيبة (د س) ، وموسى بن أبي عيسى الطحان (ق) ، وموسى الجهني (ت س) ، ونوفل بن مسعود صاحب أنس بن مالك ، وهشام بن حسان (خ م د ت س) ، وهشام بن عروة (خ م د س ق) ، وهشام الدستوائي (خ م د) ، والوليد بن عبد الله بن جميع (س) ، ويحيى بن سعيد الأنصاري (خ م س) ، ويزيد بن أبي عبيد (خ س) ، ويزيد بن كيسان (م ت س) ، وأبي حزرة يعقوب بن مجاهد (د) ، ويوسف بن صهيب الكندي (ت) ، وأبي جعفر الخطمي (د س ق) ، وأبي حيان التيمي (خ س ق) .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن محمد بن عرعرة (س) ، وإبراهيم بن محمد التيمي القاضي (د س) ، وأحمد بن ثابت الجحدري (ق) ، وأحمد بن حنبل (م د س) ، وأحمد بن أبي رجاء الهروي (خ) ، وأحمد بن سنان القطان (ق) ، وأحمد بن عبد الله بن الحكم بن الكردي (س) ، وأحمد بن عبدة الضبي (م) ، وإسحاق بن راهويه ، وإسحاق بن منصور الكوسج (ت س ق) ، وإسماعيل بن مسعود الجحدري (س) ، وبشر بن الحكم النيسابوري (مق) ، وبشر بن هلال الصواف (س) ، وأبو بشر بكر بن خلف (ق) ، وبيان بن عمرو البخاري (خ) ، وحفص بن عمرو الربالي ، وحوثرة بن محمد المنقري (ق) ، وأبو خيثمة زهير بن حرب (م د) ، وزيد بن أخزم الطائي (ق) ، وسفيان الثوري ، وهو من شيوخه ، وسفيان بن عيينة [ ص: 333 ] كذلك ، وسفيان بن وكيع بن الجراح (ت) ، وسهل بن زنجلة الرازي (ق) ، وسهل بن صالح الأنطاكي (س) ، وسوار بن عبد الله العنبري (ت) ، وشعبة بن الحجاج وهو من شيوخه ، وشعيب بن يوسف النسائي (س) ، وصدقة بن الفضل المروزي (خ) ، وعباس بن عبد العظيم العنبري (تم ق) ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الأسود (خ) ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة (خ م ق) ، وعبد الله بن هاشم الطوسي (م) ، وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري (خ م) ، وعبد الرحمن بن عمر الأصبهاني رستة (ق) ، وعبد الرحمن بن المبارك العيشي (بخ) ، وعبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وأبو قدامة عبيد الله بن سعيد السرخسي (م س) ، وعبيد الله بن عمر القواريري (م د) ، وعبيد الله بن معاذ العنبري (د) ، وعفان بن مسلم ، وعقبة بن مكرم العمي (د) ، وعلي ابن المديني (خ د) ، وعمار بن خالد الواسطي (ق) ، وعمرو بن علي الصيرفي (خ م ت س) ، وأبو كامل فضيل بن حسين الجحدري (م) ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ، ومحمد بن بشار بندار (ع) ، ومحمد بن أبي بكر المقدمي (م) ، ومحمد بن حاتم بن ميمون السمين (م) ، وأبو بكر محمد بن خلاد الباهلي (م د ق) ، وأبو يعلى محمد بن شداد المسمعي ، وهو آخر من حدث عنه ، ومحمد بن الصباح الجرجرائي (ق) ، ومحمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي (س) ، ومحمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي (س) ، وأبو موسى محمد بن المثنى (خ م س ق) ، ومحمد بن الوزير الواسطي (ت) ، وأبو يحيى محمد بن يحيى بن أيوب بن إبراهيم الثقفي المروزي [ ص: 334 ] القصري (ت) ، وابنه محمد بن يحيى بن سعيد القطان (خت مق) ، ومسدد بن مسرهد (خ د) ، ومعتمر بن سليمان ، وهو أكبر منه ، ونصر بن عاصم الأنطاكي ، ونصر بن علي الجهضمي (د) ، وفرج بن حبيب القومسي (س) ، ويحيى بن حكيم المقوم (س ق) ، ويحيى بن معين (د) ، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي (م س) ، ويوسف بن سلمان البصري (عس) .

                                                                          قال حنبل بن إسحاق ، عن أبي الوليد الطيالسي : قلت ليحيى : كم اختلفت إلى شعبة ؟ قال : عشرين سنة .

                                                                          وقال معاذ بن المثنى عن علي ابن المديني : سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول : لزمت شعبة عشرين سنة فما كنت أرجع من عنده إلا بثلاثة أحاديث وعشرة ، أكثر ما كنت أسمع منه في كل يوم .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن عمر رستة ، عن عبد الرحمن بن مهدي : اختلفوا يوما عند شعبة فقالوا : اجعل بيننا وبينك حكما ، فقال : قد رضيت بالأحول ، يعني : يحيى بن سعيد القطان ، فما برحنا حتى جاء يحيى فتحاكموا إليه ، فقضى على شعبة فقال شعبة : ومن يطيق نقدك يا أحول .

                                                                          وروي عن إبراهيم بن محمد بن عرعرة ، قال : قال خالد بن الحارث : غلبنا يحيى بسفيان الثوري .

                                                                          وقال أبو بكر خلاد الباهلي عن يحيى بن سعيد القطان : كنت إذا أخطأت قال لي سفيان الثوري : أخطأت يا يحيى ، فحدث يوما عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الذي يشرب في آنية الذهب والفضة إنما يجرجر في [ ص: 335 ] بطنه نار جهنم " ، قال يحيى بن سعيد : فقلت : أخطأت يا أبا عبد الله ، هذا أهون عليك . قال : فكيف هو يا يحيى ؟ قلت : حدثنا عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن زيد بن عبد الله ، عن عبد الله بن عبد الرحمن ، عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال لي : صدقت يا يحيى أعرض علي كتبك . قلت : تريد أن ألقى منك ما لقي زائدة ؟ قال : وما لقي زائدة أصلحت له كتبه وذكرته حديثه .

                                                                          وقال يزيد بن الهيثم البادا ، عن عبيد الله بن عمر القواريري : قال يحيى بن سعيد : بات عندي سفيان ليلة فحدثته بحديثين ، حديث عن شعبة وحديث عن عمرو بن عبيد . قال : وقام يتوضأ فنظرت تحت المصلى الذي كان عليه جالسا وإذا هو قد كتبهما عني . قلت : يا أبا سعيد حدثني بهما . قال : حدثته عن شعبة ، عن أبي بشر ، عن عكرمة فيقول الله تعالى : وتعزروه قال : تقاتلوا دونه بالسيف . وحديثه عن عمرو بن عبيد عن الحسن فيقول الله تعالى : فعززنا بثالث قال : شددنا .

                                                                          وقال عمرو بن علي ، عن يحيى بن سعيد : ما اجتمعت أنا وخالد ومعاذ في شيء إلا قدماني .

                                                                          وقال أبو الخصيب المصيصي ، عن القواريري : سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : ما رأيت أحدا أحسن أخذا للحديث ولا أحسن طلبا له من يحيى بن سعيد القطان ، وسفيان بن حبيب .

                                                                          [ ص: 336 ] وقال محمد بن عبد الرحيم البزاز : سمعت عليا وذكر من طلب الحديث ، فقال : لم يكن من أصحابنا ممن طلب وعني به وحفظه وأقام عليه حتى حدث لم يزل فيه ، إلا ثلاثة : يحيى بن سعيد ، وسفيان بن حبيب ، ويزيد بن زريع ، هؤلاء لم يدعوه منذ طلبوه ، لم يشتغلوا عنه ، لم يزالوا فيه إلى أن حدثوا .

                                                                          وقال الحسين بن إدريس الأنصاري : قال ابن عمار : أدخل عبد الرحمن بن مهدي في تصنيفه ألفي حديث ليحيى بن سعيد القطان وهو حي ، فكان يحدث بها عنه وهو حي .

                                                                          وقال زكريا بن يحيى الساجي ، حدثت عن علي ابن المديني ، قال : ما رأيت أعلم بالرجال من يحيى بن سعيد القطان ، ولا رأيت أعلم بصواب الحديث والخطأ من عبد الرحمن بن مهدي ، فإذا اجتمع يحيى وعبد الرحمن على ترك حديث رجل تركت حديثه ، وإذا حدث عنه أحدهما حدثت عنه .

                                                                          وقال أبو الفتح الأزدي ، عن الحسن بن علي : سمعت إبراهيم بن محمد التيمي يقول : ما رأيت أعلم بالرجال من يحيى القطان ، وما رأيت أعلم بصواب الحديث من ابن مهدي .

                                                                          وقال إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد : قال لي علي ابن المديني : ما رأيت أحدا أعلم بالرجال من يحيى بن سعيد .

                                                                          وقال أحمد بن يحيى بن الجارود : قال علي ابن المديني : لم أر أحدا أثبت من يحيى بن سعيد القطان .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سمعت أبي يقول : حدثني يحيى القطان وما رأيت عيناي مثله .

                                                                          وقال في موضع آخر : قلت لأبي : من رأيت في هذا الشأن ، [ ص: 337 ] يعني الحديث قال : ما رأيت مثل يحيى بن سعيد قلت فهشيم ؟ قال : هشيم شيخ ما رأيت مثل يحيى . قلت : فعبد الرحمن بن مهدي ؟ قال : لم نر مثل يحيى في كل أحواله .

                                                                          وقال أبو بكر عبد الله بن محمد بن الفضل الأسدي عن أحمد بن حنبل : إليه المنتهى في التثبت بالبصرة .

                                                                          وقال صالح بن أحمد بن حنبل عن أبيه : يحيى بن سعيد أثبت من هؤلاء - يعني : من وكيع ، وعبد الرحمن بن مهدي ، ويزيد بن هارون ، وأبي نعيم - وقد روى عن خمسين شيخا ممن روى عنهم سفيان . قيل له : قد كان يكتب عند سفيان ؟ قال : إنما كان يتتبع ما لم يكن سمعه فيكتبه .

                                                                          وقال أبو طالب عن أحمد بن حنبل : ما رأيت مثل يحيى بن سعيد ، ولم يكن في زمانه مثله كان تعلم من شعبة .

                                                                          وقال أحمد بن الحسن الترمذي : سمعت أحمد بن حنبل ، وسئل عن يحيى بن سعيد ، ووكيع فقال : لم تر عيني مثل يحيى بن سعيد ، وقال محمد بن علي بن داود سمعت أحمد بن حنبل يقول : ما رأيت في هذا الشأن مثل يحيى بن سعيد .

                                                                          وقال الفضل بن زياد سمعت أبا عبد الله ، وذكر يحيى بن سعيد القطان فقال : لا ، والله ما أدركنا مثله ثم قال : سمعت عبد الرحمن بن مهدي ، وذكر يحيى بن سعيد القطان فقال لم تر عيناك مثله .

                                                                          وقال محمد بن الحسين بن مكرم عن عبد الله بن محمد سمعت أحمد بن حنبل يقول : ما رأيت أحدا أثبت من يحيى [ ص: 338 ]

                                                                          وقال أبو بكر الأثرم : قال لي أبو عبد الله : رحم الله يحيى القطان ما كان أضبطه وأشد تفقده ، كان محدثا ، وأثنى عليه فأحسن الثناء عليه .

                                                                          وقال أبو داود : قلت لأحمد بن حنبل : كان يحيى يحدثكم من حفظه ؟ قال : ما رأينا له كتابا كان يحدثنا من حفظه ويقرأ علينا الطوال من كتابنا .

                                                                          وقال حنبل بن إسحاق : سمعت أبا عبد الله يقول : ما رأيت أحدا أقل خطأ من يحيى بن سعيد ، ولقد أخطأ في أحاديث . ثم قال أبو عبد الله : ومن يعرى من الخطأ والتصحيف ؟ .

                                                                          وقال عبد الله بن بشر الطالقاني : سمعت أحمد بن حنبل يقول : يحيى بن سعيد أثبت الناس . قال أحمد : وما كتبت عن مثل يحيى بن سعيد .

                                                                          وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : قال لي عبد الرحمن بن مهدي : لا ترى بعينيك مثل يحيى بن سعيد القطان أبدا ! .

                                                                          وقال أيضا ، عن يحيى بن معين : يحيى بن سعيد أثبت من عبد الرحمن بن مهدي في سفيان .

                                                                          وقال أبو بكر بن خلاد : سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : لو كنت لقيت إسماعيل بن أبي خلاد لكتبت عن يحيى ، عن إسماعيل لأعرف صحيحها من سقيمها .

                                                                          وقال أبو زرعة الدمشقي : قلت ليحيى بن معين : يحيى بن سعيد فوق ابن مهدي ؟ قال : نعم .

                                                                          وقال أبو بكر بن خلاد أيضا : سمعت يحيى بن سعيد يقول : [ ص: 339 ] جهد سفيان الثوري أن يدلس علي رجلا ضعيفا فما أمكنه . وقال مرة في مسألة ذكرت : حدثنا أبو سهل عن الشعبي . فقلت : أبو سهل محمد بن سالم . فقال : يا يحيى ما رأيت مثلك لا يذهب عليك شيء .

                                                                          وقال أبو بكر بن خزيمة عن بندار : حدثنا يحيى بن سعيد إمام أهل زمانه .

                                                                          وقال إسحاق بن إبراهيم الشهيدي : كنت أرى يحيى القطان يصلي العصر ثم يستند إلى أصل منارة مسجده فيقف بين يديه علي ابن المديني ، والشاذكوني ، وعمرو بن علي ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وغيرهم يسألونه عن الحديث ، وهم قيام على أرجلهم إلى أن تحين صلاة المغرب لا يقول لواحد منهم : اجلس . ولا يجلسون هيبة له ، وإعظاما .

                                                                          وقال الحسين بن إدريس عن ابن عمار : كنت إذا نظرت إلى يحيى بن سعيد ظننت أنه رجل لا يحسن شيئا ، فإذا تكلم أنصت له الفقهاء .

                                                                          وقال في موضع آخر : كان يحيى بن سعيد يشبه التجار إذا نظرت إليه حتى يأخذ في الحديث فإذا أخذ في الحديث علمت أنه صاحب حديث .

                                                                          وقال إسماعيل بن أبي مريم عن علي ابن المديني : قال ابن يحيى إن أباه يختم القرآن في كل يوم . قال علي : فتفقدته ، وأنا معه في البستان فختمه بين المغرب ، والعشاء .

                                                                          [ ص: 340 ] وقال أبو داود : سمعت يحيى بن معين يقول : أقام يحيى بن سعيد عشرين سنة يختم القرآن في كل ليلة ولم يفته الزوال في المسجد أربعين سنة ، وما رئي يطلب جماعة قط .

                                                                          وقال أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان : لم يكن أبو سعيد ، يعني : جده ، يمزح ولا يضحك إلا تبسما ، ما أعلم أني رأيته قهقه قط ، ولا دخل حماما قط ، ولا اكتحل ولا ادهن ، وكان يخضب خضابا حسنا .

                                                                          وقال بندار : اختلفت إلى يحيى بن سعيد أكثر من عشرين سنة فما أظن أنه عصى الله قط .

                                                                          وقال محمد بن سعد : كان ثقة مأمونا رفيعا حجة .

                                                                          وقال العجلي : بصري ثقة ، نقي الحديث ، كان لا يحدث إلا عن ثقة .

                                                                          وقال أبو زرعة : يحيى القطان من الثقات الحفاظ .

                                                                          وقال أبو حاتم : ثقة حافظ .

                                                                          وقال النسائي : ثقة ثبت مرضي .

                                                                          وقال أبو بكر بن منجويه : كان من سادات أهل زمانه حفظا ، وورعا وفهما وفضلا ودينا وعلما ، وهو الذي مهد لأهل العراق رسم الحديث ، وأمعن في البحث عن الثقات ، وترك الضعفاء .

                                                                          [ ص: 341 ] قال عمرو بن علي : سمعت يحيى بن سعيد يقول : ولدت سنة عشرين ومائة في أولها ، وولد معاذ بن معاذ سنة تسع عشرة في آخرها ، هو أسن مني بشهرين .

                                                                          وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن علي ابن المديني : قلت ليحيى بن سعيد : في ربيع الأول سنة تسعين ومائة : كم لك من سنة ؟ قال : إذا مضى شهر أو شهران استوفيت سبعين سنة . ودخلت في إحدى . قيل له : في أي سنة ولدت ؟ قال : سنة عشرين ومائة في أولها .

                                                                          وقال أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الأسود ، وعمرو بن علي ، وعلي ابن المديني ، وأبو موسى محمد بن المثنى ، ومحمد بن سعد ، في آخرين : مات سنة ثمان وتسعين ومائة .

                                                                          قال علي ومحمد بن سعد : في صفر .

                                                                          وقال ابن أبي الأسود : قبل عبد الرحمن بن مهدي بأربعة أشهر .

                                                                          وقال محمد بن المثنى : ومات عبد الرحمن بن مهدي بعده بأربعة أشهر .

                                                                          وقال أحمد بن عبد الرحمن العنبري ، عن زهير بن نعيم البابي : رأيت يحيى بن سعيد في المنام عليه قميص بين كتفيه مكتوب " بسم الله الرحمن الرحيم كتاب من الله العزيز الحكيم براءة ليحيى بن سعيد القطان من النار " .

                                                                          وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين عن عفان بن [ ص: 342 ] مسلم : رأى رجل ليحيى بن سعيد قبل موته بعشرين سنة : بشر يحيى بن سعيد بأمان الله يوم القيامة .

                                                                          وقال جعفر بن محمد بن أبي عثمان الطيالسي : حدثني محمد بن عمرو بن عبيدة العصفري ، قال : سمعت علي ابن المديني يقول : مكثت أشتهي أرى يحيى بن سعيد القطان في النوم مدة . قال : فصليت ليلة العتمة ثم أوترت واتكيت على سريري .

                                                                          قال : فسنح لي خالد بن الحارث فقمت ، فسلمت عليه وعانقته ، ثم قلت له : ما فعل بك ربك ؟ قال : غفر لي ، على أن الأمر شديد . قلت : أين معاذ فقد كان رسيلك في الحديث ؟ فقال لي : محبوس قلت : فما فعل يحيى بن سعيد القطان ؟ قال : نراه كما نرى الكوكب الدري في أفق السماء .

                                                                          أخبرنا بذلك أبو العز الشيباني ، قال : أخبرنا أبو اليمن الكندي ، قال : أخبرنا أبو منصور القزاز ، قال : أخبرنا أبو بكر بن ثابت الحافظ ، قال : أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد المتوثي ، وعبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ ، قالا : أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ، قال : حدثنا جعفر بن أبي عثمان ، فذكره .

                                                                          قال الحافظ أبو بكر الخطيب : حدث عنه شعبة ، ومحمد بن شداد المسمعي وبين وفاتيهما مائة وتسع عشرة سنة ، وحدث عنه سفيان الثوري وبين وفاته ووفاة المسمعي مائة وثماني عشرة سنة ، وحدث عنه معتمر بن سليمان وبين وفاته ووفاة المسمعي [ ص: 343 ] اثنتان وتسعون سنة .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية