الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          6852 - (بخ م 4) : يحيى بن عباد بن شيبان بن مالك الأنصاري السلمي ، أبو هبيرة الكوفي ، يقال : إنه ابن بنت البراء بن عازب ، ويقال : ابن بنت خباب بن الأرت .

                                                                          روى عن : أنس بن مالك (م د ت) ، وجابر بن عبد الله ، وخباب بن الأرت مرسل ، وسعيد بن جبير (بخ د س ق) ، وجده أبي يحيى شيبان بن مالك الأنصاري وله صحبة ، وأبيه عباد بن شيبان (ق) ، وعطاء بن أبي رباح ، وأبي هريرة ، يقال : مرسل ، وأم الدرداء (ق) .

                                                                          روى عنه : إسماعيل بن عبد الرحمن السدي (م د ت) ، وأشعث بن سوار ، وحريث بن أبي مطر (ق) ، والحسن بن الحكم النخعي ، وحنش بن الحارث النخعي ، وسليمان بن أبي المغيرة الكوفي ، وسليمان التيمي ، وسيار أبو الحكم ، وعبد المجيد بن [ ص: 391 ] سهيل (بخ د س) ، وليث بن أبي سليم (ت ق) ، ومجالد بن سعيد ، ومسعر بن كدام ، ومنصور بن المعتمر .

                                                                          قال النسائي : ثقة .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " .

                                                                          وقال ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد : أعجب أهل الكوفة إلي أربعة : طلحة ، وزبيد ، ومحمد بن عبد الرحمن بن يزيد ، ويحيى بن عباد أبو هبيرة الأنصاري .

                                                                          وقال جرير بن عبد الحميد ، عن ليث بن أبي سليم : كان بالكوفة أربعة يفضلون ، فذكرهم .

                                                                          روى له البخاري في " الأدب " ، والباقون .

                                                                          أخبرنا أبو الحسن ابن البخاري ، وأبو الغنائم بن علان ، وأحمد بن شيبان ، قالوا : أخبرنا حنبل بن عبد الله ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، قال : أخبرنا أبو علي بن المذهب ، قال : أخبرنا أبو بكر بن مالك ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا سفيان عن السدي ، عن يحيى بن عباد ، عن أنس أن أبا طلحة سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أيتام في حجره ورثوا خمرا أن يجعلها خلا ، فكره ذلك. قال وكيع مرة : أفلا أجعلها ؟ !

                                                                          [ ص: 392 ] أخرجه مسلم ، من حديث عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان مختصرا سئل عن الخمر يتخذ خلا ؟ قال : لا . فوقع لنا عاليا . وليس له عنده غيره .

                                                                          وأخرجه أبو داود من حديث وكيع ، فوقع لنا بدلا عاليا .

                                                                          وأخرجه الترمذي ، من حديث يحيى بن سعيد عن سفيان ، فوقع لنا عاليا . وأخرجه من وجه آخر عن الليث بن أبي سليم عن يحيى بن عباد ، عن أنس ، عن أبي طلحة .

                                                                          وأخبرنا أبو إسحاق ابن الدرجي ، قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني ، ومحمد بن معمر بن الفاخر في جماعة ، قالوا : أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله ، قالت : أخبرنا أبو بكر بن ريذة ، قال : أخبرنا أبو القاسم الطبراني ، قال : حدثنا علي بن عبد العزيز ، قال : حدثنا القعنبي ، قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد ، عن عبد المجيد بن سهيل ، عن يحيى بن عباد ، عن سعيد بن جبير أن ابن عباس حدثه أن أباه عباس بن عبد المطلب بعثه في حاجة له إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت ميمونة بنت الحارث خالة ابن عباس ، فدخل عليها فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد . قال ابن عباس : فاضطجعت في حجرتها ، وجعلت في نفسي أن أحصي كم يصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فجاء وأنا مضطجع في الحجرة بعد أن ذهب من [ ص: 393 ] الليل فقال : أنام الوليد ؟ ثم تناول ملحفة كانت على ميمونة فارتدى ببعضها وعليها بعضها ، ثم قام فصلى ركعتين ركعتين حتى صلى ثمان ركعات ، ثم أوتر بخمس لم يجلس بينهن ، ثم قعد فأثنى على الله بما هو أهله فأكثر من الثناء ، ثم كان آخر كلامه : اللهم اجعل لي نورا في قلبي ، واجعل لي نورا في سمعي ، واجعل لي نورا في بصري ، واجعل لي نورا عن يميني ، ونورا عن شمالي ، واجعل لي نورا من بين يدي ، ونورا من خلفي ، وزدني نورا ، وزدني نورا ، وزدني نورا .

                                                                          رواه البخاري عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي ، ورواه أبو داود عن قتيبة ، جميعا عن عبد العزيز بن محمد ، فوقع لنا بدلا عاليا بدرجة .

                                                                          ورواه النسائي عن محمد بن علي بن ميمون الرقي عن القعنبي ، فوقع لنا بدلا عاليا بدرجتين ، وليس له عنده ولا عند البخاري غيره ، والله أعلم .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية