الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          6916 - يحيى بن محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد [ ص: 529 ] ابن فارس الذهلي ، أبو زكريا النيسابوري ولقبه حيكان .

                                                                          روى عن : أحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه ، وإسماعيل بن أبي أويس ، وسليمان بن حرب ، وعلي بن عثمان اللاحقي ، ومحمد بن كثير العبدي ، ومسدد بن مسرهد ، وأبي عمر الحوضي ، وأبي الوليد الطيالسي .

                                                                          روى عنه : ابن ماجه ، وإبراهيم بن أبي طالب ، وأبو عمرو أحمد بن نصر ، وأبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ، ومحمد بن إسحاق الثقفي السراج ، ووالده محمد بن يحيى الذهلي .

                                                                          قال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سمعت منه وهو صدوق .

                                                                          وقال إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي : حدثني أبو علي الحسن بن محمد وغيره أن محمد بن يحيى وابنه يحيى اختلفا في مسألة ، فقال أحدهما للآخر : اجعل بيننا في ذلك حكما ، فرضيا بمحمد بن إسحاق بن خزيمة ، فقضى ليحيى بن محمد على أبيه .

                                                                          قال المزكي : كان يحيى بن محمد له موضع من العلم والحديث ، وكان سمع من العيشي ونحوه .

                                                                          [ ص: 530 ] قال : وقال محمد بن إسحاق السراج : كان يحيى بن محمد أخرجه الغزاة وجماعة من أصحاب الحديث وأصحاب الرأي وأركبوه دابة وألبسوه سيفا - قال المزكي : بلغني أنه كان سيف خشب - وقاتلوا سلطان نيسابور يقال له : أحمد بن عبد الله الهوجستاني خارجي غلب على البلد ، وكان ظالما غاشما ، وكان الناس أو أكثرهم مجتمعين مع يحيى بن محمد عليه ، فكانت الدبرة على العامة ، وهرب يحيى بن محمد إلى رستاق من رساتيق نيسابور يقال له : بشت ، فدل عليه أحمد بن عبد الله وجيء به ، فيقال : إن عامة من كان مع يحيى من الرؤساء انقلبوا عليه لما واقفه أحمد بن عبد الله ، وقال له : ألم أحسن إليك ؟ ألم أفعل ؟ ألم أفعل ؟ وكان يحيى بن محمد فوق جميع أهل البلد ، فقال يحيى بن محمد : أكرهت على ذلك ، واجتمعوا علي . قال : فرد عليه الجماعة أو من حضر منهم ، فقالوا : ليس كما قال : فأخذه أحمد بن عبد الله فقتله .

                                                                          يقال : إنه بنى عليه ، ويقال : أمر بجر خصيتيه حتى مات ، وذلك في سنة نيف وستين ومائتين .

                                                                          وقال محمد بن صالح بن هانئ : أبو زكريا يحيى بن محمد بن الشهيد قتله أحمد بن عبد الله الخجستاني ظلما في جمادى الآخرة من سنة سبع وستين ومائتين .

                                                                          وقال الحاكم أبو عبد الله الحافظ : سمعت أبا عبد الله بن [ ص: 531 ] الأخرم يقول : ما رأيت مثل حيكان لا رحم الله قاتله .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية